الحيوان العضو الذي يكوّن المني. فان المني إذا ورد على رحم الأنثى فصادف هناك دما قد أعدّه الرحم لقبول صورة الانسان ، أعطى المني ذلك الدم قوة يتحرّك بها إلى أن يحصل من ذلك الدم أعضاء الانسان وصورة كل عضو ، وبالجملة صورة الانسان. فالدم المعدّ في الرحم هو مادة الانسان ، والمني هو المحرّك لتلك المادة إلى أن تحصل فيها الصورة (١).
ومنزلة المني من الدم المعد في الرحم منزلة الأنفحة التي ينعقد عنها اللبن. وكما أن الأنفحة هي الفاعلة للانعقاد في اللبن ، وليس هي جزءا من المنعقد ولا مادة ، كذلك المني ليس هو جزءا من المنعقد في الرحم ، ولا مادة. والجنين يتكون عن المني كما يتكون الرائب من الأنفحة ، ويتكون عن دم الرحم كما يتكون الرائب عن اللبن الحليب ، والابريق عن النحاس.
والذي يكوّن المني في الانسان هي الأوعية التي يوجد فيها المني ، وهي العروق التي تحت جلد العانة ، يرفدها في ذلك بعض الارفاد الأنثيان. وهذه العروق نافذة إلى المجرى الذي في القضيب ليسيل من تلك العروق إلى مجرى القضيب ، ويجري في ذلك المجرى إلى أن ينصب في الرحم ويعطي الدم الذي فيه مبدأ قوة يتغير بها إلى أن تحصل به الأعضاء ، وصورة كل عضو ، وصورة جملة البدن.
والمني آلة الذكر (٢).
_________________
١) المرأة تعطي مادة الجنين وهو دم الرحم والرجل يعطي صورة الجنين أو المني.
٢) يتكون المني في عروق الأنثيين وينصب في رحم الأنثى ويعطي الدم صورة الجنين.