الشائعة الاُولى : ونصّها كما يلي : فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص بقوله : « كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول الله اُريد حفظه ، فنهتني قريش وقالوا : تكتب كلّ شيء سمعته من رسول الله ، ورسول الله بشر يتكلّم في الغضب والرضى ؟! فأمسكت عن الكتابه ، فذكرت ذلك لرسول الله ، فأومأ بإصبعه إلى فمه ، وقال : اُكتب : فوالّذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ حقّاً » (١).
ولهذا نهى أبوبكر ومن بعده عمر عن كتابة أحاديث الرسول صلّى الله عليه وآله ، بل إنّ الثاني إتّخذ سياسة صارمة ضد كلّ من يحاول نشر أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وآله.
الشائعة الثانية : ونصّها : « أنّ رسول الله كان يغضب فيلعن ويسبّ ويؤذي من لا يستحقّها ، ودعا الله أن تكون لمن بدرت منه زكاة وطهوراً » (٢).
فرسول الله الذي وصفه سبحانه وتعالى قوله ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٣) ، يسبّ ويلعن ، وإنّ الّذين لعنهم رسول الله أمثال أبي سفيان ومعاوية ويزيد ، والحكم بن العاص مزكّون مطهّرون بنص دعاء النبي لهم !
الشائعة الثالثة : ونصّها : « أنّ بعض اليهود سحروا رسول الله حتى ليخيّل إليه أنّه يفعل الشيء وما فعله » (٤).
__________________
(١) سنن أبي داود ٣ : ٣١٨ ح ٢٦٤٦ ، سنن الدرامي ١ : ١٢٥، مسند أحمد ٢ : ١٦٢، مستدرك الحاكم ١ : ١٠٥.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٩٦ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠٧.
(٣) سورة القلم : ٤.
(٤) صحيح البخاري ٤ : ١٤٨ وج ٧ : ١٧٦ وج ٨ : ٢٢ ، صحيح مسلم ٤ : ١٧١٩ ح ٤٣.