زوجته في نفس الليلة. واجتهد عثمان بإعادة طريد الرسول الحكم بن العاص إلى المدينة معزّزاً مكرّماً وأعطاه صدقات المسلمين (١).
وروى الحاكم عن عبد الرحمن بن عوف : « كان لا يولد لأحد مولود إلاّ أتى به النبي فدعا له ، فاُدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال الرسول : هذا الوزغ بن الوزغ ، الملعون بن الملعون » (٢). ومع هذا أصبح هذا الوزغ بالاجتهاد خليفة للمسلمين وأميراً للمؤمنين ، بل واُعطي فدكاً بعد أن سُلبت من فاطمة الزهراء عليها السلام بضعة النبي صلّى الله عليه وآله (٣).
الشائعة السادسة : ونصّها : « أنّ النبي سمع رجلاً يقرأ في المسجد ، فقال الرسول : رحمه الله أذكرني كذا وكذا آية اسقطتها من سورة كذا » (٤).
والقصد من هذه الشائعة كما هو واضح التشكيك بذاكرة النبي صلّى الله عليه وآله ، وانّه يسقط بعض آيات القرآن.
إذن فالرسول ـ وفق هذه الشائعات وغيرها ـ يسهو وينسى ويغضب ويرضى ويهذي ويجتهد ، فهو كسائر البشر ، لا يختلف عنهم في شيء.
وبما أنّ كتابنا هذا يتحدّث عن السهو والنسيان عند النبي صلّى الله عليه وآله فسوف يقتصر حديثنا حول هذه الشبهه تاركين ـ للقارىء العزيز ـ حرية إختيار الكتب الكثيرة التي تحدّثت عن موضع العصمة.
والمسلمون لهم آراء متضاربة في هذه المسألة ؛ فعلماء الشيعة مجمعون على عصمة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام عن الذنب والسهو والنسيان
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٨.
(٢) مستدرك الحاكم ٤ : ٤٧٩.
(٣) المعارف لابن قتيبة : ١١٢.
(٤) صحيح البخاري ٣ : ٢٢٥ وج ٦ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، صحيح مسلم ١ : ٥٤٣ ح ٢٢٤.