وأما حديث جميل فلا تصريح فيه بشيء ، وانّما قال : فذكر حديث ذي الشمالين ، ووجهه ما تقدّم في مثله ، بل أقرب الوجوه ممّا مضى ، ويأتي ممكن فيه.
وأمّا حديث أبي بصير ففيه مع (١) الاغماض عن سنده ، وفساد مذهب راويه ، ومذهب غيره من الرواة انّه لم يصرّح بالسهو ولا فيه إشعار به.
وأمّا حديث سماعة فسنده كذلك ، ويستقيم في متنه أكثر ما مرّ من الوجوه إن لم يكن كلّها ، مع أنّ قوله : من حفظ سهوه فأتمّه ، ثمّ إيراده حديث ذي الشمالين يدلّ على انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان حافظاً لعدد صلاته وأتمّها ، فليس عليه سجدتا السهو وحينئذٍ لم يكن منه سهو حقيقي ، بل هو مجازي بقرينة قوله : حفظ ، وقرينة ما تقدّم من المعارضات العقليّة والنقليّة على انّه ينافي كثيراً من أحاديث السهو الّتي تضمّنت انّه صلّى الله عليه وآله سجد للسهو ، وهذا التناقض يضعف الاحتجاج بها ، بل أوّله يناقض آخره.
والتعليل الّذي تضمّنه قوله : فإنّ ... الخ ، لا يخفى ما فيه من المنافرة لأوّله ، والإجمال والاشكال من امارات التقيّة ، وقد تقدّم حديث عبد الله بن بكير المتضمّن لنفي سجود السهو عنه عليه السلام ، وانّه ما سجدهما قط ، ولا يسجدهما فقيه ، أي حافظ لعدد صلاته ، متيقّظ من الفقه ـ أي الفهم ـ أو فقيه كامل الفقه والعلم ـ أعني المعصوم كما حمله عليه بعض المحقّقين ـ.
وأمّا حديث زيد بن علي فهو أضعف سنداً ودلالة لمخالفته للإجماع
__________________
(١) في ب : من.