وشذوذه ، وعدم عمل أحد بمضمونه ، وعدم موافقته لاعتقاد علي عليه السلام وأكثر شيعته بل كلّهم ، ولاختصاص رواة (١) الزيدية بنقله ، ولاشتماله على لفظ المرغمتين ، وانّما سمّيت سجدتا السهو بهما لأنّهما ترغمان أنف الشيطان.
وإذا كان سهوه عليه السلام على تقدير تسليمه من الله لا من الشيطان ، لا يجوز إطلاق هذا اللفظ سلّمنا ، لكن ؛ من أين ثبت إنّ بعض القوم أصاب ، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أخطأ ؟ بل يجب الجزم بالعكس ، وإلاّ لكان أمير المؤمنين عليه السلام أحقّ باستدراك ذلك من كلّ أحد ، فتكون صلاتهم في الواقع تامّة ، والسجود المذكور محمولاً على بعض الوجوه السابقة ، والمرغمتان إرغاماً للمنافقين الّذين أرادوا إبطال صلاته وإعادتها.
وأمّا حديث زيد الشحّام فوجهه ما تقدّم مع ضعف سنده جداً.
وأمّا حديث العزرمي فقد عرفت عبارة الشيخ فيه ، وفيها كفاية.
ويزيده وضوحاً : الأوجه السابقة من التقيّة وغيرها ، وأقوى من جميع ذلك ، الحمل على كذب المنادي وغلطه ، فهو أحقّ بالسهو والغلط ، بل الافتراء وتعمّد الكذب ، فلعلّه كان من بعض الأعداء والمنافقين الّذين يريدون تغطية قبائح المتقدّمين (٢) ، فقد نقلوا ذلك عن الثاني.
وأمّا حديث أبي بصير فليس فيه تصريح بوقوع سهو أصلاً ، بل نقله لذلك بلفظ قيل ، يدلّ على عدم صحّته ، وإلاّ لحكم به أوّلاً.
وأوضح من ذلك قوله : ما كان عليك لو سكت ولو كان صادقاً لما قال له
__________________
(١) في ب : برواية.
(٢) في هامش ب : الخلفاء الثلاثة الغاصبة للخلافة لعنهم الله. « منه رحمه الله ».