وقد ورد في الخصال عن أبي جعفر عليه السلام إنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة كلمة ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه.
فمن ذلك أنّه قال : إيّاكم والغلو فينا ، قولوا إنّا عبيد مربوبون ، [ وكذا قوله : ] (١) وقولوا (٢) في فضلنا ما شئتم (٣).
ويفهم من هذا الحديث : إنّ نفي السهو عن المعصوم ليس من الغلو ، وإنّما الغلو نفي الحقيقي والمجازي معاً لمنافاته للعبودية.
وروى الطبرسي في الاحتجاج في احتجاج الرضا عليه السلام على الغلاة والمفوّضة قال : لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثمّ قولوا فينا ما شئتم ، ولن تبلغوا (٤).
وأمّا الحديثان الأخيران فقد عرفت الوجه فيهما ، والله تعالى أعلم.
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) في د : وقوله.
(٣) الخصال : ٦١١ ح١٠، عنه بحار الأنوار ١٠ : ٨٩ ـ ١١٦ ح١، وج٢٥ : ٢٧٠ ح١٥، وج٧٠ : ٣٦ ح ٣٠ ، وج ٧٥ : ٣٩٥ ح ١١.
(٤) الاحتجاج ٢ : ٤٣٨ ، عنه بحار الأنوار ٢٥ : ٢٧٣ ح ٢٠.
وقال العلاّمة المجلسي في البحار ما نصّه : اعلم أن أصل هذا الخبر في غاية الوثاقة والاعتبار على طريقة القدماء ، وإن لم يكن صحيحاً بزعم المتأخّرين ، واعتمد عليه الكليني وذكر أكثر أجزائه متفرقة في أبواب الكافي ، وكذا في غيره من أكابر المحدّثين.