وآل محمد.
وسمعته مرّة اُخرى يقول : بسم الله وبالله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
والحقّ رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة (١).
ورفع منصب النبوّة يلزمه بطريق الأولويّة ، ولا ريب انّه مراده كما لا يخفى ، إذ النبي صلّى الله عليه وآله إمام كما وقع التصريح به في القرآن والحديث.
ويمكن أن يكون مراده إنّ معنى قول الحلبي : سمعته يقول في سجدة السهو كذا : انّه سمعه يقول ذلك فيهما على وجه الفتوى والتعليم لا انّه سها وسجد.
فقوله عليه السلام في سجدة السهو كذا ؛ أي هذا دعاؤها وذكرها من غير أن يكون سجد ، كما قالوا عليهم السلام : في القتل مائة من الابل.
وقال العلاّمة قدّس سرّه في التذكرة ما هذا لفظه :
وخبر ذي اليدين عندنا باطل ؛ لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله معصوم لا يجوز عليه السهو ، مع أن جماعة من أصحاب الحديث طعنوا فيه (٢) ، لأنّ راويه أبو هريرة وكان اسلامه بعد موت ذي اليدين بسنتين ، فإن ذا اليدين قتل يوم
__________________
(١) المختصر النافع : ٤٥ ، ط دار الكتاب العربي بمصر.
(٢) انظر : ارشاد الساري ٢ : ٣٦٥ ، عمدة القارىء ٤ : ٢٦٤.