وقال : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئًا ) (١).
وقال : ( إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) (٢).
وأمثال ذلك في القرآن [ ممّا يتضمّن الوعيد على القول في دين الله بغير علم ، والذم والتهديد لمن عمل فيها بالظنّ واللوم له على ذلك ، والخبر عنه بأنّه مخالف الحقّ فيما استعمله في الشرع والدين ] (٣) كثيرة.
وإذا كان خبر سهوه صلّى الله عليه وآله من أخبار الآحاد (٤) الّتي من عمل عليها كان عاملاً بالظنّ ، حرم الاعتقاد بصحّته ، ولم يجز القطع به ، ووجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله صلّى الله عليه وآله وعصمته ، وحراسة الله تعالى له من الخطأ (٥) في عمله ، والتوفيق له فيما قال وعمل من شريعته ، وفي هذا القدر كفاية في ابطال حكم من حَكَم على النبي صلّى الله عليه وآله بالسهو في صلاته. (٦) « انتهى ».
ويأتي باقي الرسالة المذكورة إن شاء الله تعالى.
وقال المحقّق في المختصر النافع :
وفي رواية الحلبي : عن أبي عبد الله عليه السلام انّه سمعه يقول فيهما ـ يعني سجدتي السهو ـ : بسم الله وبالله وصلّى الله على محمد
__________________
(١) سورة يونس : ٣٦.
(٢) سورة يونس : ٦٦.
(٣) من المصدر.
(٤) لقد اصطلح العلماء الحديث على تقسيم الخبر من حيث رواته إلى متواتر وآحاد ، وعدّوا كل حديث لا تتوفر فيه شروط التواتر من نوع الآحاد ، سواء كان الراوي له واحداً أو أكثر.
(٥) في « ب ، د » : وحراسته من الخطأ.
(٦) من رسالة عدم سهو النبيّ صلّى الله عليه وآله للشيخ المفيد.