أو السهو ، ثمّ يحكمون بان فعله صلّى الله عليه وآله دالّ على الجواز صريحاً ، وعلى الاستحباب والوجوب مع القرينة الدالّة على وجهه ، وأنّ تركه صلّى الله عليه وآله دالّ على نفي الوجوب صريحاً ، وعلى الكراهة والتحريم مع القرينة ، وكلّ ذلك يقتضي أن يكون فعله صلّى الله عليه وآله حجّة عندهم مطلقاً ، وانّه نوع من التبليغ لوجوب اتّباعه والاقتداء به بنصّ القرآن ، وغيره من الأدلّة.
وبالجملة فعبادته صلّى الله عليه وآله تبليغ قطعاً ، وتبليغه عبادة ، فبطل الفرق بينهما كما يأتي نقله ، ألا ترى إلى قوله صلّى الله عليه وآله : « صلّوا كما رأيتموني اُصلّي » (١) ، و« خذوا عنّي مناسككم » (٢) إلى غير ذلك.
وهذه الإشارة كافية عن نقل عبارات الأصحاب في كتب الاُصوليين فارجع إليها فانّها دالّة على ما قلناه.
وقد صرّح ابن طاووس في الطرائف (٣) وغيره بمثل ما تقدّم من عبارات
__________________
(١) انظر : شرح الموطأ ١ : ١٤٢ ، المغني لابن قدامة ١ : ٤٦٠ ، كنز العمّال ٧ : ٢٠١ ، صحيح البخاري ٢ : ٥٢ ، سن الدرامي ١ : ٢٣٠ ، مسند أحمد ٥ : ٥٣ ، وفيه « تروني » بدلاً من « رأيتموني ».
وأخرجه العلاّمة الحلّي في الرسالة السعدية : ٩٦.
(٢) السنن الكبرى للبيهقي ٥ : ١٢٥ ، التمهيد لابن عبد البر ٢ : ٦٩ و٩١ و٩٨ ، فتح الباري ١ : ٢١٧ و ٤٩٩ ، اتحاف السادة المتّقين للزبيدي ٤ : ٤٣٧ ، البداية والنهاية ٥ : ١٨٤ و ٢١٥ ، إرواء الغليل للألباني ٤ : ٢٧١.
(٣) قال ابن طاووس في الطرائف : ومن ذلك ما رواه في الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الخامس والأربعين بعد المائتين من المتّفق عليه من مسند أبي هريرة في حديث يزيد بن إبراهيم عن محمد بن أبي هريرة قال : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله إحدى صلاتي العشي ـ قال محمد ـ يعني إبن سيرين ـ وأكثر ظنّي العصر ـ ، فسلّم في ركعتين ، ثمّ قام إلى خشبة في مقدّم المسجد فوضع يده عليها مغضباً ، وفيهم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلّماه ، وخرج سرعان الناس فقالوا : أقصرت في الصلاة ؟ وهناك رجل يدعوه النبي صلّى الله عليه وآله ذا اليدين ، فقال : يا