ومطلبنا حاصل وإن لم تثبت تلك المقدّمات لصراحتها في حسن الاقتداء به وترجيحه ، ولو احتمل فعله السهو لما جاز الاقتداء به عموماً ، بل مطلقاً ولا كان فعله حجّة على الجواز ، ولا تركه حجّة على نفي الوجوب مع انّ فعله كلّه نوع من التبليغ ، فانّ عبادته لا يتميّز منها ما هو تبلغ عن غيره ، بل ينبغي الجزم بأنّ جميعها تبليغ ، وإلاّ لما علم دوام التكليف.
الرابعة : قوله تعالى :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١).
وهي دالّة على عصمتهم بالوجوه المقرّرة في الاُصول والتفاسير والروايات الكثيرة من العامّة والخاصّة باختصاصها بأهلها (٢) ، وهي شاملة للتطهير من كلّ عيب ونقص وكذب وخطأ وغلط ، ومنافية لحديث ذي الشمالين كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
الخامسة : قوله تعالى :
( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (٣).
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٢.
(٢) من الكتب التي ذكرت اختصاص الآية بأهل البيت عليهم السلام راجع على سبيل المثال : مسند أحمد ٣ : ٢٥٩ و٣ : ٢٨٥، تفسير الطبري ٢٢ : ٦، اسد الغابة ٥ : ٥٢١ وج ٥ : ١٧٦ ، الدر المنثور ٥ : ١٩٩ ، كنز العمّال ٥ : ٩٦، مشكل الآثار ١ : ٣٣٢ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٢ ، كفاية الطالب : ٩٣ ، مقاتل الطالبيين : ٥١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ١١ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٤٦ ، الجامع الصحيح ٥ : ٣٦٠ ، تفسير ابن كثير ٣ : ٤٨٣ ، سنن البيهقي ٢ : ١٥٢ ، المناقب لابن المغازلي : ٣٠١ ، أسباب النزول : ٢٣٩ ، ذخائر العقبى : ٢١ ، شواهد التنزيل ٢ : ١٠ ـ ٩٢ ، فضائل الخمسة ١ : ٢٢٤ ، الصواعق المحرقة : ١٤٣ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٢٩٧ ، تاريخ بغداد ١٠ : ٢٧٨ ، الرياض النضرة ٢ : ١٨٨ ، الاستيعاب ٢ : ٥٩٨ ، مسند أبي داود ٨ : ٢٧٤ ، رشفة الصادي : ١٢.
(٣) سورة النجم : ٣ و ٤.