عن [جميع ] (١) شوائب الكدر ، فلا يتطرّق إليهم سهو ولا نسيان ، لعدم سببه وموجبه.
ورابعها : أنّ الاستقامة في الأقوال والأفعال الذي يستفاد من الآية ينافيه تجويز السهو ، لأنّه يستلزم عدم استقامة الأفعال والأقوال ، إذ صلّى الصلاة ركعتين على قولهم ، وسلّم وتكلّم وترك ركعتين واجبتين ، وأين هذا من الاستقامة ؟
الثانية : قوله تعالى :
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٢).
دلّت على وجوب متابعته عليه السلام في أفعاله وأوامره وأقواله ، فلو جاز عليه السهو لوجبت متابعته فيه ، وهو باطل قطعاً وأقلّه أنّه يلزم جواز المتابعة ، وبطلانه أيضاً واضح على أنّه لو جاز السهو لاحتمل كلّ من أفعاله وأقواله ذلك ، فلا يكون حجّة أصلاً ، وهو ظاهر الفساد اتّفاقاً وخلاف مدلول الآية قطعاً ومناف لوجوب العصمة في النبي والإمام.
الثالثة : قوله تعالى :
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ) (٣).
استدلّ بعض علمائنا بها على وجوب الاقتداء بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ،
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) سورة آل عمران : ٣١.
(٣) سورة الأحزاب : ٢١.