الخصم ، فإن المراد به إن كان الامر كذلك. ومعنى ظلمك انتقصك ، كما قال الله تعالى : (أتت اكلها ولم تظلم منه شيئا). ومعنى ظن قيل فيه وجهان : أحدهما : أنه أراد الظن المعروف الذي هو بخلاف اليقين. والوجه الآخر : أنه أراد العلم واليقين ، لان الظن قد يرد بمعنى العلم قال الله تعالى : (ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها) وليس يجوز ان يكون أهل الآخرة ظانين لدخول النار بل عالمين قاطعين. وقال الشاعر : فقلت لهم ظنوا بالقاء مذحج * سراتهم في الفارسي المسرد أي ايقنوا. والفتنة في قوله : (وظن داود انما فتناه) هي الاختبار والامتحان لا وجه لها إلا ذلك في هذا الموضع. كما قال تعالى : (وفتناك فتونا). فأما الاستغفار والسجود فلم يكونا لذنب كان في الحال ، ولا فيما سلف على ما ظنه بعض من تكلم في هذا الباب ، بل على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والخضوع له والتذلل والعبادة والسجود. وقد يفعله الناس كثيرا عند النعم التي تتجدد عليهم وتنزل وتؤول وترد إليهم شكرا لمواليها. فكذلك قد يسبحون ويستغفرون الله تعالى تعظيما وشكرا وعبادة. وأما قوله تعالى : (وخر راكعا وأناب) فالانابة هي الرجوع. ولما كان داود عليه السلام بما فعله راجعا إلى الله تعالى ومنقطعا إليه ، قيل فيه انه أناب ، كما يقال في التائب الراجع إلى التوبة والندم انه منيب. فأما قوله تعالى : (فغفرنا له ذلك) فمعناه انا قبلنا منه وكتبنا له الثواب عليه فاخرج الجزاء على وجه المجازات به ، كما قال تعالى : (يخادعون الله وهو خادعهم) وقال عزوجل : (الله يستهزئ بهم) فأخرج الجزاء على لفظ المجازي عليه. قال الشاعر : الا لا يجهلن احد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا ولما كان المقصود في الاستغفار والتوبة انما هو القبول ، قيل في جوابه فغفرنا لك اي فعلنا المقصود به. كذلك لما كان الاستغفار على طريق الخضوع والعبادة المقصود به القربة والثواب ، قيل في جوابه غفرنا مكان قبلنا. على ان من ذهب إلى ان داود