الامر لي ثم دعا كاتبه في الليل فكتب الى عامله في الكوفة ان اوفد الي الزرقاء ابنة عدي مع ثقة من محرمها وعدة من فرسان قومها ومهدها وطاء لينا واسترها بستر حصيف فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فاقرأها الكتاب فقالت أما انا فغير زائغة عن طاعة وان كان أمير المؤمنين جعل المشيئة الي لم ارم بلدي هذا وان كان حكم الامر فالطاعة له اولى بي فحملها في هودج وجعل غشاءه حبرا مبطنا بعصب اليمن ثم احسن صحبتها وفي حديث المقدمي فحملها في عمارية جعل غشاءها خزا ادكن مبطنا بقوهى فلما قدمت على معاوية قال لها مرحبا واهلا خير مقدم قدمه وافد كيف حالك يا خالة وكيف رايت مسيرك قالت خير مسير كاني كنت ربيبة بيت أو طفلا ممهدا قال بذلك امرتهم فهل تعلمين لم بعثت اليك قالت سبحان الله اني لي بعلم ما لم اعلم وهل يعلم ما في القلوب الا الله قال بعثت اليك ان اسالك الست راكبة الجمل الاحمر يوم صفين بين الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين انه قد مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذوغير ومن تفكر ابصر والامر يحدث بعده الامر قال لها صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين قالت ما احفظه قال ولكني والله احفظه لله ابوك لقد سمعتك تقولين ايها الناس انكم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة فيالها من فتنة عمياء صماء يسمع لقائلها ولا ينظار لسائقها ايها الناس ان المصباح لا يضئ في الشمس وان الكوكب لا يقد في القمر وان البغل لا يسبق الفرس وان الزف لا يوازن الحجر ولا يقطع الحديد الا الحديد ألا من استرشدنا ارشدناه ومن استخبرنا اخبرناه ان الحق