يا أمير المؤمنين أمر ضاق علي فيه المنهج وتفاقم علي فيه المخرج لامر كرهت عاره لما خشيت اظهاره فلينصفني أمير المؤمنين من الخصم فاني اعوذ بعقوته من العار الوبيل والامر الجليل الذي يشتد على الحرائر ذوات البعول الا جائر فقال لها معاوية ومن بعلك هذا الذي تصفين من امره المنكر ومن فعله المشهر قال فقالت هو أبو الاسود الدؤلي قال فالتفت إليه فقال يا أبا الاسود ما تقول هذه المراة قال أبو الاسود هي تقول من الحق بعضا ولن يستطيع أحد عليها نقضا أما ما ذكرت من طلاقها فهو حق وأنا مخبر أمير المؤمنين عنه بالصدق والله يا أمير المؤمنين ما طلقتها عن ريبة ظهرت ولا لاي هفوة حضرت ولكني كرهت شمائلها فقطعت عنى حبائلها فقال معاوية وأي شمائلها يا أبا الاسود كرهت قال يا أمير انك مهيجها علي بجواب عتيد ولسان شديد فقال له معاوية لا بد لك من محاورتها فاردد عليها قولها عند مراجعتها فقال أبو الاسود يا أمير المؤمنين انها كثيرة الصخب دائمة الذرب مهينة للاهل مؤذية للبعل مسيئة الى الجار مظهرة للعار ان رأت خيرا كتمته ورأت شرا اذاعته قال فقالت والله لو لا مكان أمير المؤمنين وحضور من حضره من المسلمين لرددت عليك بوادر كلامك بنوافذ اقرع كل سهامك وان كان لا يجمل بالمراة الحرة ان تشتم بعلا ولا ان تظهر لاحد جهلا فقال معاوية عزمت عليك لما اجبته قال فقالت يا أمير المؤمنين ما علمته إلا سؤلا جهولا ملحا بخيلا ان قال فشر قائل وان سكت فذو دغائل ليث حين يأمن وثعلب حين يخاف شحيح حين يضاف ان ذكر الجود انقمع لما يعرف من قصر رشائه ولؤم ابائه ضيفه جائع وجاره ضائع