القوا إليه الازمة وخلوه والامة حين عرفوا له حقه وحمدوا مذاهبه وصدقه فكان واحدهم غير مدافع وخيرتهم غير منازع لا ينكر له حسن الغناء ولا عنه سماح النعماء إذ وصل اجنحة المسلمين حين نهضوا الى رؤوس أئمة الكفر حيث ركضوا فقلدوه الامور إذ لم يكن فيهم له نظير فسلك بهم سبيل الهدى وبالنبي وصاحبيه اقتدى مخسئا للشيطان الى مداحره مقصيا للعدوان الى مزاحره تنقشع منه الطواغيت وتزايل عنه المصاليت امتد له الدين واتصل به السبيل المستقيم ولحق الكفر بالاطراف قليل الالاف والاحلاف فتركه حين لا خير في الاسلام في افتتاح البلاد ولا رأي لاهله في تجهيز البعوث فاقام يمدكم بالرأي ويمنعكم بالادنى يصفح عن مسيئكم في اساءته ويقبل محسنكم باحسانه ويكافيكم بماله ضعيف الانتصار منكم قوي المعونة منكم فاستلنتم عريكته حين منحكم محبته واجركم ارسانكم آمنا جرأتكم وعدوانكم فاراهكموا الحق اخوانا واراكموه الباطل شيطانا في عقب سيرة من رأيتموه فظا وعددتموه غليظا قهركم منه بالقمع وطاعتكم اياه على الجدع يعاملكم الحنة وتحولكم بالضرب وكان والله اعلم بآدابكم ومصالحكم فلله هو قد نظر في ضمائركم وعرف اعلانكم وسرائركم فحين فقدتم سطوته وامنتم بطشته ورأيتم ان الطرق قد انشعبت لكم والسبل قد اتصلت بكم ظننتم ان الله يصلح عمل المفسدين فعدوتم عدوة الاعداء وشددتم شدة السفهاء على التقي النقي الخفيف بكتاب الله عز وجل لسان الثقيل عند الله ميزانا فسفكتم دمه وانتهكتم حرمه واستحللتم منه الحرم الاربع حرمة الاسلام وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام فليعلمن الذين سعوا في امره ودبوا في قتله ومنعونا عن دفنه اللهم