منها ـ ترجمة : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول أبو المفضل الشيباني حيث قال : وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه إلى ان قال : رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه ....
يجرى في تقريب هذه العبارة ما ذكرناه في تقريب دلالة العبارة الاولى على ابتعاد النجاشي ره عن الرواية عن غير الثقات فان تفريعه التوقف عن الرواية عن الشخص الذي ثبت عنده انه ضعيف ومغمز فيه ، على ضعفه وغمزه يدل على عدم روايته عن غير الثقات وان الضعف الثابت في شأن الشيخ والاستاذ من الجهات التقييدية عنده لعدم الاستناد إلا إلى الثقات.
قيل : إن استثناء الواسطة لا يخلو عن خفاء (١).
يقال : المقصود بالاستثناء هو الفرار عن تبعة الرواية عن هذا الشيخ ـ أبي المفضل الشيباني ـ ووضع المسؤولية (ان كان هناك مسؤولية) على عاتق الواسطة فتوسيط الواسطة المعتبرة بنظر النجاشي يكسر سورة الاستبعاد والطعن المفروض في روايته عنه بالمباشرة ويستكشف من تطعيم هذا الغرض في العبارة أن كل شيخ وسيط في رواياته عن أبي المفضل بالخصوص أيضا صادق ومعتمد عليه عند النجاشي رحمه الله.
منها ـ ترجمة : إسحاق بن الحسن بن بكران ، حيث قال : أبو الحسين (أبو الحسن) العقرائي (العقرابي ، العقرانى ، العقراي) ألتمار ، كثير السماع ضعيف في مذهبه رأيته بالكوفة وهو مجاور وكان يروى كتاب الكليني عنه (٢) وكان في هذا الوقت غلوا فلم أسمع منه شيئا ، وفي بعض النسخ : علوا والمراد بهما واحد وهو أنه في الوقت الذي رآه النجاشي في الكوفة كان عالي الاسناد ومرتفع الطبقة في
__________________
(١) ـ تهذيب المقال ١ / ٧٠.
(٢) ـ وأفاد مثل ذلك في عنوان : محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله حيث قال : ورأيت أبا الحسين (الحسن) العقرائي يرويه عنه.