منها ـ شهادة سياق العبارة وسلاسة الكلام على البناء للفاعل أنظروا إلى اتيان هذه الجملة (أسند عنه) ومجيئها في تلك المواضع الكثيرة في الرجال ، انه بمحض النظر إليها ينسبق إليه تلفظها بالبناء للفاعل سيما بملاحظة التوجه إلى الجملة المعطوفة إليها أحيانا : وروى عنهما ، وروى عنه.
منها ـ قول الشيخ في أصحاب الامام الهادي عليه السلام ٤٢٢ برقم ١٤ : محمد بن أحمد بن عبيد (عبد) الله بن المنصور أبو الحسن أسند عنه ، فانه بدليل قوله في لم ٥٠٠ برقم ٥٩ : يروى عن عمه (عم أبيه) ... عن أبي محمد (عن أبي الحسن) عليهما السلام على ما يأتي في توضيحه ، ظاهر في ان الصيغة مبنية للفاعل أي ان الضمير المستتر المرفوع يرجع إلى المعنون ، والضمير المجرور يرجع إلى المعصوم الذي هو من اصحابه.
وبنفس هذا المورد يستشهد على ان مفادها ومعناها : الرواية مع الواسطة.
بيان ذلك : ان هناك خبرا في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي رحمه الله (١) يشهد على رواية : محمد بن أحمد بن عبيد (عبد) الله (بواسطة عمه (٢) ـ أو عم أبيه ـ وهو أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور) عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام فان جعل الخبر قرينة على وقوع تحريف أو سقط في عبارة كتاب الرجال في لم وهي هذه : يروى عن عمه أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور عن أبي محمد صاحب العسكر عليه السلام معجزات ودلائل ، (٣) وان الصحيح : يروى عن عم أبيه أبي موسى ... عن أبى الحسن علي بن محمد العسكري ـ أو صاحب العسكر ـ عليهما السلام فما في الرجال ينطبق تماما على الخبر المذكور في الغيبة
__________________
(١) ـ ص ٩٠ ـ ٩١ من طبعة النجف ١٣٨٥ ه ق.
(٢) ـ والصحيح : عن عم أبيه أبي موسى عيسى .... بشهادة فهرس النجاشي في عيسى هذا ، وبشهادة ما في أمالى الشيخ الطوسي من التصريح به في أسانيد روايات كثيرة في الجزء ١٠ و ١١ يرويها أبو موسى عيسى ... عن أبي الحسن الهادي عليه السلام.
(٣) ـ الرجال ٥٠٠ برقم ٥٩.