فأخرجه من الكوفة ورهطا معه ، وكتب إلى معاوية : أن أغن عني حجرا إن كان لك فيما قبلي حاجة ، فبعث معاوية فتلقّى بالعذراء فقتل هو وأصحابه ، وملك زياد العراق خمس سنين ثم مات سنة ثلاث وخمسين ، انتهى.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، حينئذ وأخبرنا أبو محمّد السّلمي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب بن سفيان ، قال : قال أبو نعيم ذكر زياد بن سمية عليّ بن أبي طالب على المنبر فقبض حجر على الحصباء ثم أرسلها وحصب من حوله زياد ، فكتب إلى معاوية أن حجرا حصبني وأنا على المنبر ، فكتب إليه معاوية أن تحمل إليه حجرا فلمّا قرب من دمشق بعث من يتلقاهم فالتقاهم بعذراء فقتلهم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد (١) ، قال : وذكر بعض أهل العلم أنه يعني حجرا وفد إلى النبي صلىاللهعليهوسلم مع أخيه هانئ بن عديّ وكان من أصحاب علي ، فلمّا قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة دعا الحجر بن عدي فقال : أتعلم أني أعرفك ، وقد كنت أنا وإيّاك على ما قد علمت ، يعني من حبّ علي بن أبي طالب ، وإنه قد جاء غير ذلك ، وإنّي أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله ، أملك عليك لسانك وليسعك منزلك ، هذا سريري فهو مجلسك ، وحوائجك مقضية لديّ فاكفني نفسك فإنّي أعرف عجلتك ، فأنشدك الله يا أبا عبد الرّحمن في نفسك ، وإيّاك وهذه السفلة وهؤلاء السّفهاء أن يستزلّوك عن رأيك ، فإنّك لو هنت عليّ أو استخففت بحقك لم أخصّك بهذا من نفسي. فقال حجر : قد فهمت. ثم انصرف إلى منزله ، فأتاه إخوانه من الشيعة فقالوا : ما قال لك الأمير؟ قال : قال لي كذا وكذا ، وكذا قالوا ما نصح لك. فأقام وفيه بعض الاعتراض. وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون : إنّك شيخنا وأحقّ الناس بإنكار هذا الأمر. وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه ، فأرسل
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٧ وما بعدها ، والخبر نقله ابن العديم العديم في بغية الطلب ٥ / ٢١٢١ نقلا عن ابن سعد.