قالت عائشة رضي الله تعالى عنها (١) : [لو أنا لم نتولا مر قط إلا عرما من سعطا وما](٢) لكان لي ولابن أبي سفيان في قتله حجرا وأصحابه شأن. انتهى.
قال : وأنبأنا عبد الله ، حدّثني أبو الحسن العطار ، نبأنا أحمد بن شبويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن أبي زياد عن ابن أبي مليكة أن معاوية جاء يستأذن على عائشة ، فأبت أن تأذن له ، فخرج غلام لها يقال له : ذكوان. قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت عليّ فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له ، وكان أطوع مني عندها ، فلما دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك الله؟ قالت : غضبت عليك في أنك جعلت منازل الحج قصورا ، وفجرت فيها العيون ، وجعلتها نخلا. ووجدت عليك في شأن حجر وأصحابه أنك قتلتهم. فقال لها : أما قولك أني جعلت منازل الحاج بيوتا فإن الحاج كانوا يقدمون فلا يجدون ظلا يستظلون فيه ، ولا يكون فيه أمتعتهم وأدواتهم ولا يستكنون من حرّ لا برد ولا مطر ، فجعلناها لهم ظلا يستظلون بها ، وما كان لي فيها ( ) (٣) قالت : فإن كنت إنما فعلت ذلك لذلك فلا بأس. وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمرا ، وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء. قالت : تركتك والله ، تركتك والله تركتك والله. انتهى.
قال : ونبأنا عبد الله قال : أخبرت عن محمّد بن حميد الرازي ، حدّثنا أبو تميلة (٤) عن عيسى بن عبيد عن عبد الخالق بن عمرو قال : لما قتل معاوية بن [أبي سفيان] حجرا (٥) وأصحابه كتب إلي مروان بما دخله من الندامة ، فكتب إليه مروان فأين كان رأيك ، وأين كان حلمك ، وأين كان ما يرجى منك. فكتب إليه : إنك غبت عني وأصحابك ( ) (٦) في جفاء قيس وطغام اليمن. قال : وقتله رجل من بني قيس من بني مرة.
__________________
(١) بالأصل «عنه».
(٢) كذا رسم العبارة بالأصل.
(٣) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
(٤) ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير ، واسمه يحيى بن واضح المروزي.
(٥) بالأصل «حجر».
(٦) كلمة غير مقروءة بالأصل تركنا مكانها بياضا.