قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (١) : حجوة بن مدرك كوفي سكن دمشق ، سألت أبي عنه فقال : محله الصدق انتهى.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني ، قال : قلت لأبي حاتم الرازي : ما تقول في حجوة بن مدرك يروي عنه الحكم بن موسى؟ فقال : الغساني صدوق ، انتهى.
قرأت على أبي أحمد بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) : وأما حجوة : فحجوة بن مدرك روى عن هشام بن عروة حديث قبض العلم ، روى عنه : عيسى بن موسى التيمي.
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي فيما ذكره عن شيوخه : كان مما قيل في تلك العصبة من الأشعار ما أفادنيه بعض أهل دمشق ، عن أبيه ، عن جده وأهل بيته من المرثيين قال (٣) : قال حجوة بن مدرك الغساني يرثي أسعد الغساني :
ألا هبلت أم الفتى أسعد الندى |
|
لقد ثكلت ليثا شديد الشكائم |
أغرّ نمته عصبة يمنية |
|
طوال الرماح ماضيات الصوارم |
أتت بفتى رخو الحمائل صارم |
|
إذا حام بان الموت فوق الجماجم |
سأبكي فتى غسان أسعد ما دعت |
|
على فنن الأشجار ورق الحمائم |
وأبكيه (٤) إما عشت بالبيض والقنا |
|
وفتيان صدق كالليوث الضراغم |
يخوضون نحو الموت خوضا |
|
كأنهم مصاعب تحت الداميات (٥) المناسم |
بأسيافهم زار الحتوف ابن كامل |
|
ومن بعده مثواه زر بن حاتم |
وقال حجوة (٦) :
قتلنا أناسا فاستقلنا بقتلهم |
|
هنات أضعناها لنا أول الأمر |
__________________
(١) الجرح والتعديل ٣ / ٣١٩.
(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٩٤.
(٣) الخبر والشعر نقله عن ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢١٣٩ وفيه «حجر بن مدرك» بدل «حجوة».
(٤) مهملة بالأصل والمثبت عن ابن العديم.
(٥) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن ابن العديم.
(٦) الأبيات في بغية الطلب ٥ / ٢١٣٩ ـ ٢١٤٠.