حفص ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي ، قال (١) : أبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي زعموا أن أبا الزاهرية أدرك أبا الدّرداء وكان أمّيّا لا يكتب. وأنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم [بن] الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، نبأنا علي بن طيفور بن غالب النسوي ، نبأنا قتيبة بن سعيد ، نبأنا شهاب بن خراش أبو الصّلت ، عن حميد بن أبي الزاهرية ، عن أبيه قال (٢) : أغفيت في صخرة بيت المقدس فجاءت السّدنة فأغلقوا عليّ الباب ، فما انتبهت إلّا بتسبيح الملائكة ، قال : فوثبت مذعورا ، فإذا البيت صفوف ، فدخلت معهم في الصفّ ، فإذا رجل قائم على الصخرة يقول : سبحان الدائم القائم ، سبحان الحيّ القيّوم ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الملك القدّوس ربّ الملائكة والرّوح ، سبحان العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى ، قال : فيجيبه أسفل منه. قال : ثم ترتج الصّفوف بهذا التسبيح. فنظر إليّ الذي يليني فقال : آدمي أنت؟ فقصصت عليه قصتي فلمّا استأنست إليه قلت : بعزّة من قوّاكم لما أرى من عبادته ، من القائم على الصخرة؟ قال : ذاك جبريل. قلت : بعزة من قواكم لما أرى من عبادته ، من الذي يردّ عليه؟ قال : ذاك ميكائيل عليهالسلام. قلت : بعزة من قواكم لما أرى من عبادته فمن أنتم؟ قال : نحن ملائكة الله عزوجل. قلت : بعزة من قواكم على ما أرى من عبادته فما لمن يقولها؟ قال : من قالها سنة في كل يوم مرة ، أو في يوم بعدد أيّام السّنة ، لم يخرج من الدنيا حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له ، انتهى.
أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (٣) ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، نبأنا عمرو بن أحمد بن أيّوب بن شاهين ، نبأنا عبيد الله بن عبد الصّمد ، نبأنا أحمد بن نصر بن شاكر ، نبأنا إبراهيم بن هشام ـ يعني ـ الغسّاني ، نبأنا شهاب بن خراش الحرشي ، عن أبان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال كل يوم مرة سبحان القائم الدائم ، سبحان الحي القيّوم ، سبحان الحيّ الذي لا يموت ، سبحان الله العظيم وبحمده ، سبّوح
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ٥ / ١٩٣.
(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء (ترجمته ٥ / ١٩٣) وفي مختصر ابن منظور ٦ / ٢٤٥.
(٣) بالأصل «المرزقي» والصواب ما أثبت.