رزئ من الصدقة شيء؟» قال : لا يا رسول الله أنفقنا بقدر إلّا أن ابنة لي أخذت حذيا (١) من الصّدقة ، فقال : «كيف بك يا حذيفة إذا ألقي في النار وقيل لك ائتنا بها». قال : فبكى حذيفة ثم بعث إليها فجيء بها فألقاها في الصّدقة [٢٩٥٧].
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنبأنا محمّد بن الحسن النهاوندي ، نبأنا عبد الله بن محمّد القاضي ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل ، نبأنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن حيوية ، عن أبي صخرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه : تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى أن تكون ملء هذا البيت دراهم (٢) فأنفقه في سبيل الله عزوجل ، فقال عمر : تمنوا فقال أحدهم أتمنى أن تكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل الله عزوجل ، فقال : تمنوا ، فقال آخر : أتمنى أن تكون ملء هذا البيت جواهر فأنفقه في سبيل الله ، عزوجل ، فقال عمر : تمنوا ، فقالوا : ما نتمنى بعد هذا؟ فقال عمر : لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، وأستعملهم في طاعة الله عزوجل.
قال : ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة ، وقال : انظر ما يصنع ، فلما أتاه قسمه ، ثم بعث بمال إلى حذيفة ، قال : انظر ما يصنع ، فلما أتاه قسمه فقال عمر : قد قلت لكم أو كما قال ، انتهى (٣).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأنا أبو بكر القطان ، نبأنا أحمد بن يوسف السّلمي ، نبأنا محمّد بن يوسف ، قال : ذكر سفيان ، عن أشعب بن سوار ، عن ابن سيرين قال : دخل حذيفة المدائن وهو على حمار وقد شال رجليه من جانب ، ومعه عرق لحم يتعرقه فهو أمير ، انتهى.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٤) ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، نبأنا هناد ، نبأنا وكيع ، عن سلام بن مسكين ، عن ابن سيرين قال : إن حذيفة لما قدم المدائن قدم على حمار على إكاف وبيده رغيف وعرق وهو يأكل على الحمار ، انتهى.
__________________
(١) أي قطعة (النهاية).
(٢) في ابن العديم : ذهبا.
(٣) الخبر في بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢١٦٨ ـ ٢١٦٩.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٧٧.