معشر القراء وخذوا ظهر من كان قبلكم ، فو الله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا ، انتهى.
أخبرنا أبو منصور (١) عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا أبو حفص بن شاهين ، نبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا ليث بن حمّاد الصّفار ، نبأنا عبد الواحد بن زياد ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، قال : قال حذيفة : ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة ولا خياركم من ترك الآخرة للدّنيا ولكن خياركم من أخذ من كل ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن الحسين بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، حدثني أبي ، عن وكيع ، عن محمّد بن قيس ، عن عمرو بن مرّة قال : قال حذيفة بن اليمان : خياركم الذين يأخذون من دنياهم لآخرتهم ، ومن آخرتهم لدنياهم ، انتهى (٢).
قال : وأنبأنا أبو بكر أخو خطاب ، نبأنا خالد بن خداش ، قال : سمعت سفيان بن عيينة (٣) يقول : بلغني عن حذيفة بن اليمان أنه قال لرجل : أتسرّك أن تغلب شر الناس؟ قال : إنّك إن تغلبه [تكن](٤) شرا منه.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا عبد الغافر الفارسي ، أنبأنا أحمد بن محمّد الخطابي ، أنبأنا محمّد بن هاشم ، نبأنا الدّيري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيّوب ، عن ابن سيرين قال : سئل حذيفة عن شيء فقال : إنما يفتي أحد ثلاثة : من عرف الناسخ والمنسوخ ، أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا ، أو متكلف ، انتهى.
وأخبرنا بها أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا إسماعيل الصّفار ، نبأنا أحمد بن منصور ، نبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيّوب ، عن ابن سيرين قال : سئل حذيفة عن شيء فقال : إنما تعني أحد
__________________
(١) بالأصل «أبو منصور بن عبد الرحمن» خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٩ وشيوخ فهارس ابن عساكر (المطبوعة المجلد السابعة).
(٢) الخبر في بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢١٧١.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن ابن العديم.
(٤) الزيادة عن بغية الطلب ومختصر ابن منظور ٦ / ٢٦٠.