عبد الله بن يزيد بن معاوية ، ومحمّد بن سنان بن عبيد الله بن معاوية (١) ، وأصيب من أصحاب سليمان نحو من خمسين رجلا ، وخرج أبو هلباء البهراني ـ وكان فارس أهل حمص ـ فدعا إلى المبارزة ، فخرج إليه حية بن سلامة الكلبي وطعنه طعنة أذراه عن فرسه ، وشد عليه أبو جعدة ـ مولى لقريش من أهل دمشق ـ فقتله ، وخرج ثبيت بن يزيد البهراني (٢) فدعا إلى المبارزة ، فخرج إليه إيراك (٣) السّغدي من أبناء ملوك السّغد كان منقطعا إلى سليمان بن هشام ، وكان ثبيت قصيرا ، وكان إيراك (٤) جسيما ، فلما رآه ثبيت قد أقبل نحوه استطرد له ، فوقف إيراك ورماه بسهم فأثبت عضلة ساقه إلى لبده (٥) قال : فبينما هم كذلك إذ أقبل عبد العزيز من ثنية العقاب ، فشدّ عليهم حتى دخل عسكرهم وقتل وأنفذ إلينا.
[قال أحمد :] قال علي : قال عمرو بن مروان : فحدثني سليمان بن زيادة الغسّاني قال : كنت مع عبد العزيز فلما عاين عسكر أهل حمص قال لأصحابه : موعدكم التل الذي في وسط عسكرهم ، والله لا يتخلف منكم رجل إلّا ضربت عنقه ، ثم قال لصاحب لوائه : تقدم ، ثم حمل وحملنا ، فما عرض لنا أحد حتى قتل حتى صرنا على التلّ فتصدّع عسكرهم فكانت هزيمتهم ، ونادى (٦) يزيد بن خالد بن عبد الله القشيري : الله الله في قومك ، فكفّ الناس ، وكره ما صنع سليمان وعبد العزيز وكاد يقع الشر بين ذكوانيّة سليمان وبين بني عامر من كلب ، فكفّوا عنهم ، على أن يبايعوا ليزيد بن الوليد. وبعث سليمان بن هشام إلى أبي محمّد السّفياني ويزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية ، فأخذا ، فمرّ بهما على الطّفيل بن حارثة ، فصاحا به : يا خالاه يا خالاه ننشدك الله والرّحم! فمضى معهما إلى سليمان فحبسهما [فخاف بنو عامر أن يقتلهما ، فجاءت جماعة منهم ، فكانت معهم في الفسطاط ، ثم وجههما إلى يزيد بن الوليد ، فحبسهما](٧) في الخضراء مع ابني الوليد ، وحبس أيضا يزيد بن [عثمان بن](٨) محمّد بن أبي سفيان ، خال
__________________
(١) قوله : «ومحمد بن سنان بن عبيد الله بن معاوية» ليس في الطبري.
(٢) «البهراني» عن الطبري وبالأصل «النهراني» بالنون.
(٣) الأصل : انزال» والمثبت عن الطبري.
(٤) الأصل : انزال» والمثبت عن الطبري.
(٥) الأصل «كبده» والصواب عن الطبري.
(٦) بالأصل «ونادوا» والمثبت عن الطبري.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ الطبري ٧ / ٢٦٦.
(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ الطبري ٧ / ٢٦٦.