أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير قال الليث : وفيها يعني سنة ثمان وسبعين قفل حسّان بن النعمان من أفريقية ، وفيها يعني سنة ثمانين غزا حسّان بن النعمان بأهل الشام النمر (١).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس ، أنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي ، أخبرني عبد الوهاب عن علي بن قديد ، عن يحيى بن عثمان ، عن النصيري قال : قدم حسّان بن النعمان الغسّاني من أفريقية وكان أميرا عليها يريد إلى عبد الملك وكان عبد العزيز قد ولّى على برقة عبدا له يقال له تليد فكبر على أهل برقة أمامه عندهم وبها أشراف الناس فكتب عبد العزيز إليه يوقفه. وقفل حسّان من عند عبد الملك بولاية المغرب (٢) فقال له عبد العزيز اندفع لي عن ولاية برقة فإن بها تليدا فأبى ذلك حسّان. فدعا عبد العزيز موسى بن نصير فعقد له على أفريقية في صفر سنة تسع وسبعين ، فتجهز موسى وحمل الأموال وخرج إلى المغرب فقال أبو عتيك :
أقول لأصحابي عشية جاءنا |
|
بغير الذي نهوى البريد المبشر |
الا ما الذي غال ابن نعمان دوننا |
|
فقال متاح الحين والخير يقدر |
فقلت ولم أملك سوابق عبرة |
|
فنعم الفتى المعزول والمنتظر |
فإن يك هذا الدهر جاء بعزلة |
|
عليه فإن الدهر بالمرء يعثر |
وقال أبو زمعة الحميري :
عجبت لحسّان وتضليل رأيه |
|
وما كان حسّان لتلك بأخيل |
عشية لا يعطي ابن مروان سؤله |
|
لكي يدرك العليا فأضحى بأسفل |
ويقسم لا يؤتيه برقة طائعا |
|
وفي الطوع لو لا حينه دفع معضل |
فما راعه إلّا بتمزيق عهده (٣) |
|
وبابن نصير في الجنود مرفّل |
__________________
(١) كذا.
(٢) وكان ذلك سنة ثمان وسبعين ، كما يفهم من عبارة الكندي (ولاة مصر ص ٧٤).
(٣) وكان حسان بن النعمان قدم أفريقيا بعهد بولاية المغرب ، فعزله عبد العزيز بن مروان وولّى مكانه موسى بن نصير أمر المغرب كله.