ولإله القمر عند السومريين اسم آخر هو «ننا» بمعنى رجل السماء ، وقد حرفه الأكديون الساميون إلى «ننر» بمعنى المنير ، ويرمز إليه في كثير من الأحيان بالهلال ، وبجانبه قرص الشمس ، رمزا لإله الشمس ، ونجمة في وسط دائرة ، رمزا لكوكب الزهرة.
والإله «سين» هو سيد الشهر ، ينظم أيام الشهر والسنة ، ومن ثم فهو الذي يقيس الزمن ، وهو الذي ينهى الأيام والشهور والسنين للملوك المذنبين بالدموع والتأوهات ، وكان رمزه الهلال ، هذا وكانت لحركات القمر دور هام في التنبؤ ، وكان خسوف القمر أهول الظواهر وأشدها روعا ، وكان ينسب إلى هجوم محل الإله «سين» من سبع أرواح شريرة في السماء ، وكانت صورة الكارثة تختلف حسب الشهر الذي يقع فيه الخسوف فكانت ترسل الدعوات إلى الإله ، وتقدم إليه القرابين ، وأخيرا يولد من جديد أشد بهاء من ذي قبل منتصرا على الظلمات والموت ، وذلك عن طريق القوس التي يدافع بها عن نفسه ضد القوى التي تعترض مجراه ، أو تحاول حجب نوره.
وكانت زوجته «ننجل» بمعنى السيدة الكبيرة ، وإلى هذا الإسم يرجع الإسم «نكل» الذي يطلقه عليها كل من الآراميين وأهل أوجاريت (تل شمرا) ، وقد أنجبا الإله شمس والإلهة عشتر ، ويعتبر «نسكو» إله النار ، في بعض الأحيان ، ابنا لهما.
وكانت مدينة «أور» (تل المقير ، على مبعدة ١٢٠ ميلا شمال مدينة البصرة) مركز عبادة «سين» وزوجته «ننجل» وولدهما «نسكو» (سدرننا) ، ثم
__________________
ـ فهناك في النقوش العربية الجنوبية «ورخن» ، والظاهر أنه كان يدل على الهلال ، فقد استعملت في اللغات السامية كلها تقريبا ألفاظ مشابهة لهذه اللفظة لمعايير متصلة بالهلال ، منها «يرخ» بالعبرية ، و «يرخا» بالسريانية والآرامية ، و «أرخو» بالآشورية ، و «أرخ» بالبابلية ، و «رخ» بالعربية اليمنية وبالحبشية ، وكلها بمعاني الهلال والقمر والشهر ، ومنها جاء الفعل «أرخ» من العربية الفصحى ، أي حسب الأيام والشهور على دورة القمر ، والإسم «التاريخ» وأخيرا ، فهناك من يرى أن اسم «سيناء لا بد وأن يكون له علاقة بإله القمر «سين».