قال أوتنابيشتم له ، لجلجاميش ، سأكشف لك يا جلجاميش عما خفي من الأمر ، سوف أخبرك بسر الآلهة ، شورباك مدينة أنت تعرفها على ضفاف الفرات ، وهي مدينة قديمة قدم الآلهة التي بها ، عند ما انتوت الآلهة إحداث الطوفان ، كان من بينهم «آنو» أبوهم ، و «انليل» الشجاع مستشارهم ، و «نينورتا» مساعدهم ، و «إينوجي» مفتش الترع ، و «نينجيكو ـ أيا» كان حاضرا معهم ، وأعاد قولهم إلى كوخ القصب (ربما مسكن أوتنابيشتم) : يا كوخ القصب ، يا حائط ، يا حائط ، اصغ يا كوخ القصب ، استمع يا حائط ، يا رجل شورياك ، يا ابن «وبار ـ توتو».
اهدم هذا البيت ، وابن فلكا ، دع الأملاك وأنقذ حياتك ، اهجر المتاع ودع الروح حية ، واحمل على ظهر الفلك بذرة كل شيء حي ، والفلك التي ستبنيها ستكون أبعادها حسب هذا المقياس ، عرضها مثل طولها ، واجعل سقفها كسقف الأيسو (العالم السفلي). ففهمت وقلت لمولاي «إيا» : نعم يا مولاي ، إن ما تأمر به يشرفني أن أنفذه ، لكن بم أجيب المدينة : الناس والشيوخ.
ففتح «إيا» فاه وأجاب قائلا لخادمه ، لي أنا ، قل لهم : علمت أن إنليل يعاديني ، ومن ثم فلا أستطيع أن أقيم في مدينتكم أو أضع قدمي في أملاك أنليل ، ولذا فسوف أنزل إلى الأعماق ، وأسكن مع مولاي «إيا» ، وأما أنتم فسوف ينزل عليكم مطرا مدرارا ... خير الطيور وأندر الأسماك ، وسوف تمتلئ الأرض بمحاصيل وفيرة ، ومع انبثاق الفجر تجمعت الأرض من حوالي ... النص مهشم ، وحمل الصغار القار ، وجاء البالغون بكل ما احتجنا إليه.
وفي اليوم الخامس أقمت هيكلها (أي السفينة) ، وكانت أرضيتها فدانا كاملا ، وكان ارتفاع كل حائط من حوائطها ١٢٠ ذراعا ، وطول كل ضلع من السطح ١٢٠ ذراعا ، وبنيت هيكل جوانبها وربطتها إلى بعضها ، وجعلت فيها ستة أسطح ، قسمتها إلى سبعة طوابق ، وقسمت أرضيتها تسعة أجزاء ، ودققت سدادات المياه بها ، وجهزتها بما نحتاج إليه من المؤن ، وصببت في الفرن ست سار (السار ـ ٨٠٠ جالون) من القار ، كما صببت كذلك ثلاثة سار من الأسفلت ، (فضلا) عن ثلاثة سار من الزيت نقله