حاملو السلال ، وسار من الزيت استهلكته القلفطة ، كما خزن الملاح سارين من الزيت ، وذبحت ثيرانا للناس ، ونحرت ماشية كل يوم ، وأعطيت العمال عصير فواكه ، ونبيذا أحمر وآخر أبيض ، وكأنه مياه النهر ، ليشربوا وكأنهم في يوم عيد رأس السنة ، وفتحت ... الدهون ، لوضعها على يدي.
واكتمل الفلك في اليوم السابع ، وكان إنزاله إلى الماء بالغ المشقة ، حتى إنهم اضطروا لدفع ألواح الأرضية من أعلى ومن أسفل ، حتى أمكن إنزال ثلثي هيكله إلى الماء ، وحملتها بكل ما عندي ، حملتها بكل ما لذي من فضة ، حلمتها بكل ما لدي من ذهب ، حمّلتها بكل ما أملك من الكائنات الحية وكل عائلتي وذوي قرباي ، أركبتهم الفلك ، وكذا حيوان الحقل ووحوش الحقل ، وكل الصناع أركبتهم معي.
وقد حدّد لي «شمس» (شماس) وقتا معينا ، عند ما ينزل الموكل بالزوابع ليلا مطرا مهلكا ، أصعد إلى الفلك وأوصد بابه. وجاء اليوم الموعود ، وأنزل الموكل بالزوابع ليلا مطرا مهلكا ، وأخذت أرقب وجه السماء ، وكان منظر العاصفة مخيفا يثير الرعب ، فصعدت إلى الفلك وأوصدت بابه ، وعهدت إلى النوتي «بوزور ـ أمورى» بقيادة الفلك ، وبسد جميع منافذه.
ومع انبثاق الفجر ، ظهرت في السماء غمامة سوداء ، وأرعد «أداد» من داخلها ، وتقدمها «شولات» و «هانيش» كنذيرين فوق التل والسهل ، ونزع «إيرجال» (نرجال إله العالم السفلي) الأعمدة (أي الأعمدة الخاصة بسد العالم) ، وجاءت «نينورتا» وجعلت السدود تفيض ، وحمل «أنوناكي» المشاعل وجعلوا الأرض تشتعل نارا ، ووصل الذعر من «أداد» إلى عنان السماء ، فأحال النور إلى ظلمة ، وانصدعت الأرض الواسعة ، وكأنها جرة ، وهبت عاصفة الجنوب يوما كاملا بسرعة عنيفة حتى أخفت الجبال ، وحلت بالناس وكأنها حرب ، فلا يرى الأخ أخاه ، ولم يعد الناس يعرفون من في السماء ، وخشي الآلهة الطوفان فأجفلوا وصعدوا إلى سماء «أنو» (أعلى سماء في النظرية العالمية عند الأكديين) حيث ربضوا كالكلاب على الأسوار الخارجية ، وصرخت عشتار وكأنها امرأة جاءها المخاض ، وناحت سيدة الآلهة ذات الصوت الشجي