ومنها (ثانيا) أن هناك اتفاقا عاما على أن الرسل جميعا قد أرسلوا إلى قومهم خاصة ، باستثناء حبيب الله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهكذا يحكي القرآن الكريم عن رسالات الأنبياء السابقين على سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعنوان القومية الخاصة ، يقول الله سبحانه وتعالى : «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ ، وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ ، إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ» (١) ، وقوله تعالى : «مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ» (٢) ، وقوله تعالى : «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ ، وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ» (٣) ، وقوله تعالى : «وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ» (٤) ، وقوله تعالى : «وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ» (٥) ، وقوله تعالى : «ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ، وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ» (٦) ، وقوله تعالى : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ، وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» (٧) ، وقوله تعالى عن عيسى عليهالسلام : «وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ» (٨).
ومنها (ثالثا) أن النبي الوحيد من بين الأنبياء جميعا الذي قد أرسله الله إلى الناس كافة هو سيدنا ومولانا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد دلّ القرآن على عالمية الدعوة
__________________
(١) سورة ص : آيات ١٢ ـ ١٤.
(٢) سورة غافر : آية ٣١.
(٣) سورة ق آيات ١٢ ـ ١٤.
(٤) سورة الأعراف : آية ٧٣.
(٥) سورة الأعراف : آية ٨٠.
(٦) سورة الأعراف : آية ١٠٣ ، ١٠٤.
(٧) سورة إبراهيم : آية ٥ ، ٦.
(٨) سورة آل عمران : آية ٤٩.