الحسن البصري ومكحول والشافعي وأحمد وإسحق. وقيل : يجلس ولا يصلي وإليه ذهب ابن سيرين وعطاء بن أبي رباح والنخعي وقتادة ومالك والثوري وأصحاب الرأي.
(الخامسة) في الدعاء عند الدخول في المسجد والخروج منه. روت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أبيها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد صلىاللهعليهوسلم وقال : رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال : رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
(السادسة) في فضيلة القعود فيه لانتظار الصلاة عن أبي هريرة أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه فتقول : اللهم اغفر له وارحمه ما لم يحدث» (١).
(السابعة) في كراهية البيع والشراء فيه ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن تناشد الأشعار في المساجد وعن البيع والشراء فيها ، وأن يتحلق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة يعني لمذاكرة العلم ونحوه ، بل يشتغل بالذكر والصلاة والإنصات للخطبة ثم لا بأس بالاجتماع والتحلق بعد الصلاة ، وأما طلب الضالة في المسجد ورفع الصوت بغير الذكر فمكروه أيضا. عن أبي هريرة أنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا» (٢) وقد كره بعض السلف المسألة في المسجد ، وكان بعضهم لا يرى أن يتصدق على السائل المتعرض في المسجد ، وقال معاذ بن جبل : إن المساجد طهرت من خمس : من أن تقام فيها الحدود ، أو يقبض فيها الخراج ، أو ينطق فيها بالأشعار ، أو ينشد فيها الضالة ، أو تتخذ سوقا. ولم ير بعضهم بالقضاء في المسجد بأسا لأن النبي صلىاللهعليهوسلم لاعن بين العجلاني وامرأته في المسجد ، ولاعن عمر عند منبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقضى شريح والشعبي ويحيى بن يعمر في المسجد ، وكان الحسن وزرارة بن أبي أوفى يقضيان في الرحبة خارجا من المسجد.
(الثامنة) النوم في المسجد. عن عبادة بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى. وفيه دليل على جواز الاتكاء والاضطجاع
__________________
(١) رواه البخاري في كتاب الأذان باب ٣٠ ، ٣٦. أبو داود في كتاب الصلاة باب ٢٠. الدارمي في كتاب الصلاة باب ١٢٢. الموطأ في كتاب السفر حديث ٥١ ، ٥٤. أحمد في مسنده (٢ / ٣١٢).
(٢) رواه مسلم في كتاب المساجد حديث ٧٩. أبو داود في كتاب الصلاة باب ٢١. ابن ماجه في كتاب المساجد باب ١١. أحمد في مسنده (٢ / ٣٤٩ ، ٤٢٠).