التبس بأنه مفعول ما قبله مع اتفاق الجملتين (وَهارُونَ) ط (الْمُحْسِنِينَ) ه لا للعطف (وَإِلْياسَ) ط (مِنَ الصَّالِحِينَ) ه لا للعطف (وَلُوطاً) ط (الْعالَمِينَ) ه لا للعطف. (وَإِخْوانِهِمْ) ج لبيان أن قوله (وَاجْتَبَيْناهُمْ) يعود إلى قوله (كُلًّا هَدَيْنا) كقوله (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) [مريم : ٥٨] ولاحتمال الواو الحال أي وقد اجتبيناهم وذكر هديناهم بعده (مُسْتَقِيمٍ) ه (مِنْ عِبادِهِ) ط (يَعْمَلُونَ) ه (وَالنُّبُوَّةَ) ج (بِكافِرِينَ) ه (اقْتَدِهْ) ط (أَجْراً) ط (لِلْعالَمِينَ) ه.
التفسير : لما حكى حجج إبراهيم صلوات الرحمن عليه في التوحيد والذب عن الدين الحنيفي عدّد وجوه نعمه وإحسانه عليه بعد نعمة إيتاء الحجة ورفع الدرجة فقال (وَوَهَبْنا لَهُ) باللفظ الدال على العظمة كما يقوله عظماء الملوك ليدل بذلك على عظم العطية ، وذلك أنه جعل أشرف الناس وهم الأنبياء والرسل من نسله وعقبه. قيل : وإنما لم يذكر إسماعيل مع إسحق وإن كان هو أيضا ابنه لصلبه ، لأن المقصود بالذكر هاهنا أنبياء بني إسرائيل وهم بأسرهم أولاد إسحق ويعقوب ، وأما إسماعيل فإنه ما خرج من صلبه أحد من الأنبياء إلا محمد صلىاللهعليهوسلم ، ولا يجوز ذكر محمد صلىاللهعليهوسلم في هذا المقام لأنه أمر محمدا أن يحتج على العرب بأن إبراهيم لما ترك الشرك وأصر على التوحيد شرفه الله بالنعم الجسام في الدين والدنيا ، ومن جملة ذلك أن آتاه أولادا كانوا ملوكا وأنبياء ، فإذا كان المحتج بهذه الحجة هو محمد امتنع أن يذكر نفسه في هذا المعرض ، فلهذا السبب لم يذكر إسماعيل مع إسحق. أما قوله (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) فالمقصود منه بيان كرامة إبراهيم بحسب الآباء أيضا مثل نوح وإدريس وشيث ، وأما الضمير في قوله (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) فقد قيل : إنه يعود إلى «نوح» لأنه أقرب ولأنه تعالى ذكر في جملتهم لوطا وهو كان ابن أخي إبراهيم وما كان من ذريته ، بل كان من ذرية نوح ، ولأن ولد الإنسان لا يقال إنه ذريته فعلى هذا إسماعيل ما كان من ذرية إبراهيم وكان من ذرية نوح ، ولأن يونس عليهالسلام لم يكن من ذرية إبراهيم على قول بعضهم. وقيل : الضمير عائد إلى إبراهيم لأنه هو المقصود بالذكر في هذا المقام. واعلم أن الله تعالى ذكر أربعة من الأنبياء وهم : نوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب. ثم ذكر من ذريتهم أربعة عشر نبيا : داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى والياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا. فالمجموع ثمانية عشر. وأنه لم يراع الترتيب بينهم في الآية لا بحسب الفضل والشرف ولا بحسب الزمان والمدة ، فاستدل العلماء بذلك على أن الواو لا تفيد الترتيب. وقال في التفسير الكبير : إن وجه الترتيب أنه تعالى خص كل طائفة من طوائف الأنبياء بنوع من الكرامة. فمن المراتب المعتبرة عند الجمهور الملك