عطاء عن ابن عباس : الميتة والدم ونحوهما من المحرمات. وقيل : كل ما يستخبثه الطبع فالأصل فيه الحرمة إلا بدليل منفصل. التاسعة (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) الإصر الثقل الذي يأصر حبه أي يحبسه من الحراك لثقله وهو مثل لصعوبة تكاليفهم كاشتراط قتل النفس في صحة التوبة. وكذا الأغلال التي كانت عليهم مثل لما في شرائعهم من الأمور الشاقة كالقصاص بتة من غير شرع الدية ، وكقطع الأعضاء الخاطئة ، وقرض موضع النجاسة من الجلد والثوب ، وإحراق الغنائم ، وتحريم العروق في اللحم جعلها الله تعالى أغلالا لأن التحريم يمنع من الفعل كما أن الغل يمنع من الفعل. عن عطاء : كانت بنو إسرائيل إذا قامت تصلي لبسوا المسوح وغلوا أيديهم إلى أعناقهم ، وربما ثقب الرجل ترقوته وجعل فيها طرف السلسلة وأوثقها على السارية يحبس نفسه على العبادة. فالأغلال على هذا القول غير مستعارة ، وفي الآية دلالة على أن الأصل في المضار والمشاق الحرمة كما قال صلىاللهعليهوسلم : «بعثت بالحنيفية السهلة السمحة» وهذا أصل عظيم في هذه الشريعة. ثم لما وصفه بالصفات التسع أكد الإيمان به بقوله (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) قال ابن عباس : يعني من اليهود والأولى حمله على العموم (وَعَزَّرُوهُ) وقروه وعظموه. قال في الكشاف : وأصل العزر المنع ومنه التعزير للضرب دون الحد لأنه منع من معاودة القبيح. فالمراد ومنعوه حتى لا يقوى عليه عدوّه ، وعلى هذا لم يبق بينه وبين قوله (وَنَصَرُوهُ) فرق كبير (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) وهو القرآن أي أنزل مع نبوّته لأن نبوّته ظهرت مع ظهور القرآن أو يتعلق بـ (اتَّبَعُوا) أي اتبعوا القرآن المنزل مع اتباع النبي والعمل بسنته ، واتبعوا القرآن كما اتبعه النبي مصاحبين له في اتباعه (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بالمطلوب في الدارين ، اعلم أنه سبحانه لما قال (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) بين أن من شروط نزول الرحمة لأولئك المتقين كونهم متبعين لرسول آخر الزمان ، ثم أراد أن يحقق عموم رسالته إلى المكلفين فقال (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) وانتصابه على الحال من (إِلَيْكُمْ) وفيه دليل على أن محمدا صلىاللهعليهوآله مبعوث إلى الخلق كافة خلافا لطائفة من اليهود يقال لهم العيسوية أتباع عيسى الأصفهاني ، زعموا أن محمدا صلىاللهعليهوسلم رسول صادق لكنه مبعوث إلى العرب خاصة وفساده ظاهر لأنه من المعلوم بالتواتر من دينه أنه كان يدعي عموم الرسالة فإن كان رسولا حقا امتنع الكذب عليه ، وإن لم يكن رسولا حقا فهذا يقتضي القدح في كونه رسولا إلى العرب وإلى غيرهم. وزعم بعض العلماء أنه عام دخله التخصيص لأنه