* وما معنى قول خامس في الإمام الحسن العسكري عليهالسلام :
« ليس بشيء » (١).
ففي القوم من يقول ـ أو يرتضي أن يقال ـ مثل هذه الأشياء في أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، ومع ذلك يدعي بعضهم أنهم هم المقتدون بأهل البيت والمتمسكون بحبل ودادهم.
لكنهم إذا ما نقل الشيعي عن تاريخ ابن خلكان وغيره : أن مالكا ـ أحد الأئمة الأربعة ـ بقي في بطن اُمّه ثلاث سنين ... قالوا : لماذا نقل هذا؟! وإذا كان الناقلون لهذه القضية : قاضي القضاة ابن خلكان الشافعي ، وحافظ المغرب ابن عبد البر المالكي ، والمؤرخ الشهير ابن قتيبة .. وأمثالهم ، فما ذنب الشيعي إذا نقلها عنهم؟! بل لقد حكى الحافظ الذهبي ذلك ولم يتعقبه بشيء ، فقال :
« قال معن والواقدي ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين. وعن الواقدي قال : حملت به سنتين » (٢).
وقال : « قال معن القزاز وجماعة : حملت بمالك أمه ثلاث سنين » (٣).
وقال الحافظ المالكي القاضي عياض في كتابه المؤلف في فضائل مالك وعلماء مذهبه : « باب في مولد مالك ـ رحمهالله تعالى ـ والحمل به ومدة حياته ووقت وفاته » : « واختلف في حمل أمه به ، فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد ابن الضحاك : حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكّار بن عبد الله الزبيري وقال : أنضجته ـ والله ـ الرحم. وأنشد الطرماح :
تضن بحملنا الأرحام حتى |
|
تنضجنـا بطون الحاملات |
__________________
(١) اللآلي المصنوعة ١ | ٣٩٦ ، الموضوعات ١ | ٤١٥.
(٢) سير أعلام النبلاء ٨ | ١٣٢.
(٣) العبر في خبر من غبر ١ | ٢١٠