قالوا : فقال الحسين (عليه السّلام) : «هل لها اسم غير هذا؟». فقالوا : العقر.
أغير ذا اسمٌ لها قالوا بلى |
|
العَقرُ فاستعوذَ من كلِّ بلا |
(العقر) : بفتح أوله وسكون ثانيه. قال الخليل : سمعت أعرابياً من أهل (الصمان) يقول : كلّ فرجة تكون بين شيئين فهو عقر. قال : ووضع يديه على قائمتي المائدة ونحن نتغدى فقال : ما بينهما عقر. قال علماء الجغرافية : وهناك عقر يُقال له : عقر سلمى لبني نبهان عن يسار المصعد إلى مكّة ، هذا بالحجارة ذكره البكري (١) قال : ثمّ يلي الجبل العقر. وذكر الدينوري (٢) عند وصول الحسين إلى كربلاء ، قال : فقال زهير بن القين : فهاهنا قرية بالقرب منّا على شطّ الفرات ، وهي عاقول (٣) حصينة الفرات ، يحدق بها إلاّ من وجه واحد. فقال الحسين (عليه السّلام) : «وما اسم تلك القرية؟». فقال : العقر. فقال الحسين (عليه السّلام) : «نعوذ بالله من العقر». والذي يتتبّع آثار العراق القديمة يجد أنّ هناك عدّة قرى ومدن كانت تسمّى (بالعقر) ؛ منها قرية تقع على شطّ دجلة فوق تكريت ، وقد مرّ بها الرحالة ابن بطوطة عام ٧٢٧ هـ (٤) ، فقال عنها ما نصه : ثمّ رحلنا ـ أي من تكريت ـ منها مرحلتين ، ووصلنا إلى قرية تُعرف بالعقر على شطّ دجلة ، وبأعلاها ربوة كان بها حصن ، وبأسفلها الخان المعروف (بخان الحديد) ، له أبراج ، وبناؤه حافل. والقرى والعمارة متّصلة من هناك إلى الموصل ، ومنها قرية بالقرب من كربلاء ، وهذه التي أشار أحد أصحاب الحسين (عليه السّلام) عليه بأن يسير وينزل لحصانتها ، ثمّ نجد هناك آثار قريتين مندرستين تقعان على الفرات جنوب الأنبار ـ الفلوجة اليوم ـ يُقال لهما : عقر الغربي ، وهي التي أشار إليها زهير على الحسين أن ينزلها (٥).
__________________
(١) انظر البكري ـ معجم ما استعجم ـ ص ٧١٨ ، طبع أوربا.
(٢) انظر الدينوري ـ الأخبار الطوال ـ ص ٢٢٦.
(٣) العاقول : منعطف الوادي والنهر.
(٤) انظر ابن بطوطة ـ رحلته ص ١٤٨.
(٥) انظر أحمد سوسه ـ وادي الفرات ـ ج٢ منه.