(عشب) : وهو واد يقع يمنة الطريق ، وعلى أحد عشر ميلاً ونصف من فيد بركة وحوض وبئر لعبد الله بن عمر يُسمّى (العزيز) ، وهو المتعشى يسرة الطريق. والعريان : أكمتان سوداوان عن يسار الطريق وبرك مدوّرة ، وبئر كثيرة الماء ليست بعذبة ، وبحذاء هذه البركة بركة أخرى يسرة الطريق. ويُقال للجبل الذي يمنة الطريق حيال هذه البركة (أحول) ، وعن يساره جبل يُقال له : (بوص) ، وفي هذا المبتدأ آثار ماء وأبيات للأعراب ، وعن يسار الطريق وخلفه بركة تسمّى (الحنظلية) على وادٍ أعشب ، وخلفها مسجد وقباب ، وهو على تسعة أميال من توز يمنة ويسرة بئران لعبد الله بن مالك يُعرفان (بالوبرية) ، وهنّ عند الميل التاسع من البريد ، والأعراب يسمّونها (الحفرتين) ، وهما بوادٍ يُقال له : (وادي البئر) التي يُنسب إليها هذا الوادي ، يُقال له : الثبيطا. (والثبيطا) : جبل يمنة الطريق على نحو ثلاثة أميال ، ويُقال لهذا الجبل المشرف على هذا الموضع : (أحول). وقبل توز بأربعة أميال جبل (الأثرم) القريب منه بموضع يُقال له : (أبرق النعجة). قال السكوني : وبين فيد ووداي القرى ست ليال ، وليس من دون فيد طريق إلى الشام. وبتلك المواضيع رمال لا تسلك حتّى تنتهي إلى زبالة. والعقبة على الحزن ، فربّما وجد به ماء ، وربّما لم يوجد فيجب سلوكه. قال ابن بلهيد (١) : فيد : بلد قديم جاهلي ، وهو باق على اسمه هذا إلى هذا اليوم ، وينسب إلى هذا البلد محمد بن يحيى بن ضريس الفيدي ، ومحمد بن جعفر بن أبي مواتية الفيدي الكوفي ، وهو عالم جليل سكن فيدا ، يروي عنه موسى الجهني. روى عنه أبو عبد الله عامر بن فزارة الكوفي وغيره. وبينها وبين توز أحد وثلاثون ميلاً ، فحلّ الحسين (عليه السّلام) بفيد ، ثمّ رحل عنها وقصد الأجفر.
وحلّ بالأجفرِ وهو منزلٌ |
|
تنزلهُ طيّ لوافرِ الكَلا |
(الأجفر) : بضم الفاء ، جمع جفر ، وهو البئر الواسعة لم تطوَ ؛ موضع بين
__________________
(١) انظر محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي ـ صحيح الأخبار ـ ١ / ١٢٧.