الخيل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فدخل المسجد والنبي (صلّى الله عليه وآله) يخطب ، فقال : «إنّي اُجيركم من العمري ونبهانها ، وممّا حازت متاع كلّ مار غير بقاع ، ومن الجبل الأسود الذي تعبدونه من دون الله». فقال زيد الخيل ، وكان من أجمل الرجال وأحسنهم : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّك رسول الله. قال (صلّى الله عليه وآله) : «ومَنْ أنت؟». قال : أنا زيد الخيل بن مهلهل. قال (صلّى الله عليه وآله) : «بل أنت زيد الخير. ما وُصف لي رجل إلاّ رأيته دون ما وُصف لي غيرك ؛ فإنّك فوق ما وصف لي». ثمّ انصرف. فقال (صلّى الله عليه وآله) : «أي رجل إن سلم من أطام المدينة!». وكتب له كتاباً ولبني نبهان فوادى عبد الله بن عمر. وعن إبراهيم بن أُسامة ، عن ثوابة بن سعيد المغني قال : فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «إنّي قد اقتطعتك فيداً وما حازت». وكتب له الكتاب. وأخبرني عبد الله بن بشر بن علي بن الصباح ، قال غالب : وقيل : لمحمد بن حبيب الفقعسي :
سقى فايداً من أجلِ مَنْ حلَّ فايدا |
|
إلى ذي سلامان بروقُ اللوامحِ |
ربيعاً مريعاً جادَ حيناً ولية |
|
كأنّ بأيدي الممطرينَ المجادح! |
وجاء ذكر فيد في شعر زهير بن أبي سلمى المزني بقوله من معلّقته :
فَلا لُكانُ إِلى وادي الغِمارِ فَلا |
|
شَرقِيُّ سَلمى فَلا فَيدٌ فَلا رِهَمُ |
وبفيد قصر للسلطان ، وبساتين وحصون وبعضها خربة ، ومسجد وجامع ومنبر ، وبها بركة مربّعة وثلاث عيون ، وآبار ليست بالعذبة ، فمن خيارها بئر يُعرف (بمسجد الملافينيين) ، وهي بئر عبد الصمد ، وبئر الفضل بن الربيع ، وبئر عمر بن فرح ، وبئر عمران بن عمر ، وبئر يُعرف (بالطرخانية) ، وثلاث بالعلاقين ، وبئر تُعرف (بوهب) ، والباردة التي خارج المنزل على الطريق حفرها (المهدي) ، وعلى مقدار ميل من فيد على غير الطريق يسرة آبار كثيرة ماؤها طيّب ونخل ومزارع ، وبناء يُقال له : (عزيزة). وعلى ثلاثة أميال من فيد (العقيل) ، وهو جبل ليس بالشاخص ، وعلى خمسة أميال ونصف من فيد ثلاث آبار يُعرفن (بالمكا الكبار) ، وهنّ بموضع يُقال له : (رحبة فروج) ابن حوران الأسدي ، ورحبة (بني محاسن وعبد الملك) ، وبالميل الأوّل قباب (لخالصة) يُقال لها :