حتّى أتى قصرَ بني مُقاتلٍ |
|
رأى بهِ الجُعفيَّ ضارباً خبا |
ناشدهُ الحسينُ أمراً فأبى |
|
والفتحُ معْ سبطِ النبيِّ ما هوى |
(قصر مقاتل) : قصر كان بين عين التمر والشام. وقال السكوني : هو قرب القطقطانة وسلام ، ثمّ القريات ، وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد بن مناة بن تميم. قال ابن الكلبي : لا أعرف في العرب الجاهلية مَنْ اسمه إبراهيم بن أيوب غيرهما ، وإنّما سمّيا بذلك للنصرانية ، وخرّبه عيسى بن علي بن عبد الله ، ثمّ جدّد عمارته فهو له. وقال ابن طخماء الأسدي :
كأن لمْ يكن بالقصرِ قصرِ مقاتلٍ |
|
وزورةَ ظلٌّ ناعمٌ وصديقُ (١) |
وفي قصر مقاتل آراء المؤرّخين متضاربة ؛ فمنهم مَنْ يسمّيه قصر مقاتل ، والبعض يذكره قصر بني مقاتل ، وربّما يكون وجه تسميته ببني مقاتل نسبته إلى أولاد مقاتل وأحفاده ، وصحيحه قصر مقاتل ، وموقعه شرقي الأخيضر (٢) الذي يذكره
__________________
(١) انظر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ج ٧ ص١١١.
(٢) الأخيضر : قصر عظيم يدلّ على عظمة بانيه. ذكر بعض المؤرّخين أنّه من بنايات الفرس ، أشبه ما يكون بالمسلحة ، والبعض الآخر يوعزه إلى الأراميين ، وإن ذكر بعضهم أنّ بناءه إسلامي ؛ لوجود المسجد الذي فيه ، وهذا لا ينافي من أنّ القصر بُني قبل الإسلام ، وبعد أن استولى المسلمون على هذه المناطق شيّدوا فيه مسجداً للصلاة. يقع هذا القصر (الأخيضر) قرب هور أبو دبس من الأراضي التابعة إلى لواء كربلاء ؛ ولارتفاعه يُرى من مسافة بعيدة. وفي هذه المنطقة سلسلة قصور شمال الأخيضر وجنوبه ؛ أمّا التي في جنوبه فهي متّصلة ببحر النجف ، كقصر الحياضية والرهيمة والعزية والرحبة وغيرها ، وقد درس علماء الآثار هذا القصر درساً مفصّلاً حيث أمّه كثير من الأوروبيّين والمستشرقين ؛ ففي أوائل القرن السابع عشر جاءه (بيترودي لافاله) ، وفي أوسط القرن الثامن عشر جاءه (نيبهور) ، وقصده (ماسنيون) سنة ١٩٠٨ ، و (ألمس بل) جاءته سنة ١٩٠٩ ، وويوله ، وديولافوا ، وموزيل. وأوسكار رويتر بين سنة ١٩١p ـ ١٩١٢. لقد قام (أوسكار رويتر) بدرس الأخيضر دراسة تفصيلية ؛ فإنّه مسح أقسامه المختلفة بدقة كبيرة ، فرسم مخططاتها ومقطعها ، وصوّر مناظرها المختلفة ـ انظر الآثار القديمة في العراق ـ الأخيضر ـ فقد استوفى البحث عن هذا القصر الأثري.