طريق مختصر ؛ كان الأوّل يُعرف (بالثعلبية) بعد قتل البرمكية (يميل عن صحرائها له إلى الثعلبية (١)» ، تكون من البرمكية إلى الثعلبية إلى عوى ثلاثة أميال ، وفيها آبار عذبة. ومن العوى إلى العرس خمسة أميال. هذا الطريق أقرب بأربعة أميال ، ولكنّه كثير التلال ، وعلى ستة أميال من فيد حوض موسى بن عيسى عليه أزج معقود وقباب بين البريد. وقبل أن يدخل فيداً ببضعة عشر ميلاً تبدوا جبلا طي. والبريد الثلاثون عند الحوض يُقال له : (بريد فهدان) ، وهو بريد (الكثيل). والكثيل : جبل عن يسار الطريق. وفهدان : رجل كان يوقد عنده ويغسل. وقيل : إنّ خالصة اشترت مئة عبد وقالت : انقلوا الحجارة حتّى تجعلوها من الأجفر إلى المنزل رصيفين ، فإذا فرغتم فأنتم أحرار ، ففعلوا ذلك ، وكان الناس يتأذّون من المطر ؛ لأنّه كان طيناً أخضراً. فالحسين (عليه السّلام) كان طريقه على الأجفر هذا ، ثمّ واصل المسرى إلى الخزيميّة.
وللخُزيميّةِ لَمّا أن أتى |
|
يوماً وليلة عن المسرى ونى |
فحدّثته زينبٌ بما وعتْ |
|
من هاتفٍ لَمّا نعى عند الدجى |
(الخزيميّة) : بضم أوّله وفتح ثانيه تصغير خزم ، منسوبة إلى خزيمة بن خازم فيما أحسب. وهو منزل من مناز الحجّ بعد الثعلبية من الكوفة. وقيل : الخزيميّة بالحاء المهملة ، بينها وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلاً على ما ذكره الحموي. وذكر ابن قتيبة (٢) في باب مضار الأطعمة ومنافعها ، قال : بلغني عن فتى من أهل الكتاب أنّه قال : كنّا في طريق مكّة بالخزيمية ، فأتانا أعرابي بكمأة في كساء قدر ما أطاق ، فقلنا : بكم الكمأة؟ قال : بدرهمين. فاشتريناها منه ودفعنا الثمن ، فلمّا نهض قال بعضنا : في است المغبون عود (٣). قال : بل عودان. وضرب
__________________
(١) هكذا في الأصل ـ المخطوط.
(٢) انظر ابن قتيبة ـ عيون الأخبار ج ٣ ص ٢٨٢ ، طبع بمصر.
(٣) هذا مثل يضرب لمَنْ غبن.