الأكرياء الذي يسمّونه العباد. قال أبو بكر : أي هو والله ، فقلت : ألا تخبر الناس بحاله؟ قال : لا. وعند البريد من بطان قصر لأمّ جعفر خرب. قالوا : وقد اجتازها الحسين (عليه السّلام) وواصل سيره إلى الشقوق.
حيث الشقوقُ وبها لاقى الذي |
|
حدّثه بما بكوفانَ جرى |
(شقوق) : جمع شوق أو شق ، وهو الناحية ، منزل بطريق مكّة بعد واقصة من الكوفة ، وبعدها تلقاء مكّة بطان وقبر العبادي ، وهو لبني سلامة بن بني أسد. وفي المخطوط : من الشقوق إلى بطان اثنان وعشرون ميلاً ونصف ، وبه بركة تُعرف بالعقبة مربعة ، ولها مصفاة وبركة مدوّرة تُعرف بالزبيدية ولها مصفاة ، ومقر يُقال له : المشرف ، ومقر لماء السواني ومصفاة له ، وبها بئر تُعرف بالبرود ، وبئر تُعرف بالرزبون ، وبئر تُعرف بالرمادي ، وبئر تُعرف بغنيمة ، وخزانة للماء. ومَنْ أراد طريق سحمة ، وهو طريق سهل عدل من بركة الشقوق الداخلة يسرة وهو مصعد فيخرج عند المشرف يمنة. وسحمة : بئر احتفرها المهدي ، بينها وبين الطريق ميلاً وقد طمست وعطلت ، وعلى ثلاثة أميال من الشقوق قصر خرب لأمّ جعفر ، وعلى ستة أميال يمنة على الطريق بركة زبيدية وقباب ومسجد ، ويُدعى الرستمية. وهذا الموضع أوّل الردى ، والردى : عقاب صغار ، وأرض خشنة صعوداً وهبوطاً إلى بطان. ويُقال : إنّها نيف وسبعون عقبة ، وفيه رمل كثير ، ثمّ بركة السحنة وقصر وقباب وهو المتعشى. (الطليح) و (الطليحة) على اثني عشر ميلاً من بطان وليس ببركة ، وكان فيها شجر الطلح ، وقباب لخالصة وخزانة للماء ، والبريد دون البطان بسبعة أميال ، والرمل المذكور بالحجاز هو الرمل الذي عرضه من الشقوق إلى الأجفر ، وطوله من وراء جبلي طي إلى أن يتّصل مشرقاً بالبحر ، وهو رمل أصفر لين ألمس (١). وذكر ابن جبير (٢) قال : ونزلنا بالشقوق وفيه مصفاتان ألفيناهما مملؤين
__________________
(١) انظر الإصطخري ـ مسالك الممالك ـ ص ٢٣ ، طبع ليدن.
(٢) انظر رحلة ابن جبير.