ثمّ إلى وادي العقيق بعدها |
|
وافى وذات عرقٍ هُضبها علا |
(العقيق) : بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت. ذكر ياقوت ، عن أبي منصور قال : والعرب تقول لكلّ مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسّعه : عقيق. والأعقة في بلاد العرب كثيرة ؛ منها هذا العقيق الذي جاء فيه : إنّك بواد مبارك ، وهو الذي ببطن وادي ذي الحليفة ، وهو الذي جاء فيه أنّه مهل أهل العراق على ما ذكره الفقهاء في مناسكهم من ذات عرق. وهو الذي ذكره الشافعي (ره) فقال : لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ. قال في المشترك : وهو اسم لعدّة أودية ؛ فمنها العقيق الأعلى عند مدينة الرسول ، وهو ممّا يلي الحرّة إلى منتهى البقيع مقابر المدينة ، ومنها العقيق الأسفل ، وهو أسفل من ذلك ، ومنها عقيق العارض باليمامة. والعقيق أيضاً : وادٍ يدفق سيله في غور تهامة متّصل بعقيق المدينة ، وهو الذي ذكره الشافعي. والعقيق أيضاً : بطن وادي ذي الحليفة (١). وقرئ على قصر بالعقيق :
وكم توارثَ هذا القصر من ملكٍ |
|
فماتَ والوارثُ الباقي على الأثر (٢) |
ومن الأعتقة عقيق المدينة الذي ذكره الشاعر بقوله :
إنّي مررتُ على العقيقِ وأهلُهُ |
|
يشكون من مطرِ الربيعِ نزورا |
ما ضرّكم إن كان جعفرُ جارَكُمْ |
|
ألاّ يكونَ عقيقكم ممطورا |
وإلى هذا العقيق يُنسب محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) ، المعروف بالعقيقي. له عقب ، وفي ولده رياسة. ومن ولده أحمد بن علي بن محمد العقيقي ، أبو القاسم. كان
__________________
(١) انظر تقويم البلدان ـ الملك المؤيد ابن أيوب صاحب حماة ، المتوفّى ٧٣٢ هـ / ٧٩ ، طبع باريس.
(٢) انظر البلدان ـ ابن الفقيه ، من علماء أواخر القرن الثالث للهجرة / ١٦١ ، طبع ليدن.