من وجوه الأشراف بدمشق ، ومدحه أبو الفرج الوأواء (١) ، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادي الأولى ٣٧٨ هـ ، ودُفن بالباب الصغير. وقال صاحب حماه : ذات عرق : ميقات أهل العراق ، وهي عن مكّة على ثمانية وأربعين ميلاً. قال في العزيزي : وبين ذات عرق وغمرة ستة وعشرون ميلاً (٢). وقال بعض الأعراب يذكر وادي العقيق :
أيا سروَتَيْ وادي العقيقِ سُقيتما |
|
حياً غضَّةَ الأنفاسِ طيّبةَ الوردِ (٣) |
تروَّيتما مجَّ النِّدى وتغلغلتْ |
|
عروقُكُما تحتَ النَّدى في ثرًى جعدِ |
ولا يهنأنْ ظلاَّكما إنْ تباعدتْ |
|
بيَ الدَّارُ مَنْ يرجُو ظلالكُما بعدِي |
ولأبي فرعون الشاشي (٤) يخاطب بعض الحجّاج :
يا خيرَ ركبٍ سلكوا طريقا |
|
ويمّموا مكّةَ والعقيقا |
وأطعموا ذا الكعْكِ والسويقا |
|
والخشكنان اليابس الرقيقا (٥) |
وللشريف الرضي (ره) يذكر العقيق (٦) :
شموسُ قبابٍ قد رأينا شروقَها |
|
فياليتَ شعري أين منّا اُفولها |
تعالينَ عن بطنِ العقيقِ تيامناً |
|
يقوّمها قصد السُّرى ويميلها |
__________________
(١) الوأواء : هو محمد بن أحمد (أو ابن محمد) الغساني الدمشقي. شاعر مطبوع ، حلو الألفاظ ، كان في مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق. توفّي حدود ٣٨٥ هـ. طبع ديوانه بعناية المجمع العلمي بدمشق.
(٢) انظر البلدان ـ الملك المؤيد / ٨٢ ، طبع باريس.
(٣) السرو (بفتح السين وسكون الراء والواو) : شجر قويم الساق ، حسن الهيئة ، الواحدة منه سروة.
(٤) هو الهشيم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي. محدّث ما وراء النهر ، ومؤلّف (المسند الكبير). أصله من مرو ، وكان مقامه في بخارى. توفّي ٣٣٥ هـ.
(٥) الكعك والخشكنان من أنواع الخبز تُصنع من دقيق البر.
(٦) هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام). ولد ببغداد سنة ٣٥٩. أشعر الطالبيِّين ، بل إنّه أشعر قريش. ديوانه طبع عدّة طبعات. توفّي سنة ٤٠٦ هـ.