مررتُ على قبرِ الحسينِ بكربلا |
|
ففاضت عليهِ من دموعي غزيرُها |
وما زلتُ أبكيهِ وأرثي لشجوهِ |
|
ويسعدُ عيني دمعُها وزفيرُها |
وناديتُ من حولِ الحسينِ عصائباً |
|
أطافت بهِ من جانبيهِ قبورُها |
سلامٌ على أهلِ القبورِ بكربلا |
|
وقلْ لها منّي سلامٌ يزورُها |
سلامٌ بآصالِ العشيِّ وبالضحى |
|
تؤدّيهِ نكباءُ الرياحِ ومورُها |
ولا برحَ الزوّارُ زوارُ قبرهِ |
|
يفوحُ عليهم مسكُها وعبيرُها |
وهناك كثير ممّن نظم في مراثي الحسين (عليه السّلام) ، وذكر بشعره كربلاء.
(النواويس) : تقع شمال غربي كربلاء. والنواويس : جمع ناووس ، من القبر ما سدّ لحده (١). كانت بها مجموعة مقابر للنصارى في قديم العهد ، وللذين سكنوا هذه الأراضي في الأحقاب السالفة ، واليوم يُقال لها : أراضي (الجمالية) ، وفي شمال شرقها أراضي الفراشية. قالوا : وكانت النواويس قبل الإسلام مقبرة للأنباط والمسيحيين. وجاء ذكر النواويس في (مَنْ لا يحضره الفقيه) (٢) ، قال الصادق (عليه السّلام) : «إنّ النواويس شكت إلى الله (عزّ وجلّ) شدّة حرِّها ، فقال لها (عزّ وجلّ) : اسكتي ، فإنّ مواضع القضاء أشدّ حرّاً منك». قال الحموي في معجمه : الناووس والقبر واحد ، ولم يذكر نواويس كربلاء ، وقد ذكرها الحسين (عليه السّلام) في خطبته التي خطبها بمكة قبل خروجه منها ، قال (عليه السّلام) : «كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء». وجاء في (نفس الرحمن) للشيخ النوري : والنواويس مقابر النصارى كما في حواشي الكفعمي ، وسمعنا أنّها في المكان الذي فيه مزار (الحرّ بن يزيد الرياحي) من شاطئ الطفّ ، وهي ما بين الغرب وشمال البلد ـ يعني كربلاء ـ ، وقد ذكرها الشعراء بمراثيهم. ولشيخنا المظفّري من قصيدة له يرثي الحسين (عليه السّلام) ويذكر
__________________
(١) انظر القاموس ـ للفيروز آبادي.
(٢) انظر الشيخ الصدوق ابن بابويه القمي محمد بن علي بن الحسين المتوفّى سنة ٣٨١ هـ «من لا يحضره الفقيه».