في أيامه تعميرات مهمة .. وعطف نظره على الوزيرية فأحياها بعد أن أصابها الخراب ، وأنشأ الجسور ، ونظم الطرق. وأكثر من مراكز الشرطة ، مراعيا حالة المارين. وفتح نهر الحميدية في قضاء الحي وأنهار ومقاطعات أخرى عديدة .. وكذا أصلح المحل المسمى (بالعوينة) في نفس بغداد. (لا تزال على خرابها إلى أيامنا). وعمر معاهد عديدة. قالت ذلك الزوراء وزادت :
ذلك ما دعا أن يسخط الأهلون لقبول استقالته ، فطلبوا برقيا إعادته. ولا تزال المجالس تلهج بذكره إلى وقت قريب منا. وهذا الوالي مشتهر بالعلم والفضل ، وصاحب ضمير وقّاد. وكان موصوفا بشدة الذكاء ، وهو شيخ جليل.
وكان مدحه الأستاذ جميل الزهاوي بقصيدة عربية وهي أول قصيدة نظمها الأستاذ ، ذكرتها في التاريخ الأدبي. وكان عمره (١٥ سنة أو ١٦ سنة) كما مدحه آخرون.
كان يقيم في بغداد أيام ولايته في (قصر النجيبية) وهو المستشفى الملكي المعروف اليوم. وهذا القصر أنشىء للمرحوم ناصر الدين شاه أثناء سياحته في بغداد ، وفي أيام مصطفى عاصم باشا اتخذ مستشفى للبلدية ، وجعل (مستشفى الغرباء) في الكرخ مدرسة لدار المعلمين الابتدائية (١).
وفي أيام هذا الوزير كان القائد للفيلق السادس المشير هدايت باشا وهو صاحب همة خارقة وحمية فائقة (٢). كما أنه جرى في أيامه تعديل في الوزن ، و (عيار التقي) لا يزال معروفا وهو من وضعه. و (من
__________________
(١) الزوراء عدد ١٢٩٩ في ١٠ جمادى الأولى سنة ١٣٠٤ ه وسياحت جرنالي ص ٦٣ و ٧٠.
(٢) كذا : الزوراء.