الخلق علانية ، فكثر القال والقيل بين الأهالي ، وأخذت تقدّم الرقاع من تبعة الدولة العثمانية والإيرانية طالبين تبعيده ، وتبعيد أتباعه ممن قلّد مذهبه ، وأن يطردوا من بغداد ، وأن الشهبندر الإيراني طرد الإيرانيين منهم. أما المرقوم الحاج محمد حسين فإن الباب العالي لم يجوز طرده وإن كان إيرانيا ولا وافق على تسليمه لإيران حسب التماس سفارة إيران ، بل نفته الولاية ، وطردته إلى الموصل التي هي منفاه القديم ، وجاءت الأخبار بوصوله إلى الموصل» (١). عدته ملتجئا سياسيا ...
وهذا بذر البذرة. ولم يكن لدعوته تأثير إلا أنه تمكن أن يحتفظ أعوانه بعقائدهم ، فكان ربحا لهم. ونعجب من تمكن (عبادة الأشخاص) بعد أن قضى الإسلام عليها ولكن غالب أتباعهم من غلاة التصوّف وأهل الإبطال القائلين بوحدة الوجود والاتحاد والحلول ورفع التكاليف. فلم يروا غرابة في عقيدتهم من القول بألوهية البهاء.
الحسينية :
كانت مسجلة دارا باسم الحاج محمد حسين الكتبي المذكور. ولما بقيت بيد البابية استولوا عليها ، وفي أواخر سنة ١٩٢١ م أقام ورثة محمد حسين القندراتي دعوى على البابية وهم محمد جواد وبيبي أولاد أخت محمد حسين في (محكمة الصلح) برفع اليد ، ثم كلفت المحكمة المدعين بلزوم إقامة دعوى الملكية ، فأقيمت ، ووكيلهم الأستاذ أمجد الزهاوي فاستحصل حكما ، وأصبحت حسينية وأن الورثة جعلوها وقفا خيريا.
ومحمد حسين هذا هو والد الزعيم المتقاعد منير الوكيل وهو وكيل هذه الطائفة والممثل لها ، فصار خلف والده. وهذه الفرقة اكتسبت بعد
__________________
(١) الزوراء عدد ١٤٦٣ في ١٧ شعبان سنة ١٣٠٨ ه.