أيامه فتح المدارس الابتدائية للذكور والإناث ومدرسة الحقوق ، فكأن الحالة في انتظار هذا الانقلاب ، والتأهب للعهد الجديد.
وهو من أشراف يكيشهر (يني شهر) ابن علي طيفور بك ، ولد سنة ١٢٧٨ ه وتقلّب في مناصب عديدة ، منها الموصل ، وأرضروم ، وديار بكر ، وقسطموني. ونال رئاسة الهيئة الإصلاحية في العراق. ثم عهدت إليه ولاية (يانية) في سنة ١٣٢٥ رومية. وقبل أن يذهب إلى منصبه الجديد وجهت إليه وزارة العدلية (نظارة العدلية) فاستشهد في حادث ٣١ آذار في ميدان أيا صوفية (١).
ومن المهم أن نقول : إن الدولة لم تستعض عن رجال إدارتها بغيره ، بل لم يسعها ذلك ، والموظفون آلة الوالي ، وواسطة تنفيذ قدرته ، وهؤلاء عرقلوا سير الأمور جهلا منهم ، أو بسبب سوء أعمالهم التي اعتادوها ، فاضطرت إلى إبقائهم ، على أن يزاولوا أعمالهم بكل جد واستقامة ، وقد عفا الله عما سلف ، وإنها سوف تحاسب من شذّ.
لم يبال الكثيرون بالتهديد القانوني ، وصاروا يستمرون على سوء أعمالهم ، أو جهلهم ، ولم يستطيعوا أن يمشوا على الأوامر المرسومة ، فبقي الحال على ما هو عليه ، والناس لم يسكتوا في أغلب الأعمال ، ولا كظموا الغيظ ، أطلقت ألسنتهم ، فتوسلوا بالشكاوى ، وزاد الضجيج بحق وبغير حق ، واعتمدوا الجرائد ، وعدّوها لسان حال الأمة ، فحصل اضطراب وترجرج في الإدارة.
وفي الوقت نفسه نرى أهل الباطل قد علا أيضا صوتهم ، وحاولوا أن يظهروا بمظهر المظلوم ، ويعودوا إلى سيرتهم الأولى ، فالتبس الأمر ، أو كاد. واستأجروا بعض الجرائد ، وأهل السوء لا يحصون في كل زمان ومكان.
__________________
(١) (سالمنامه ثروت فنون) ج ١ ص ١٩٨.