الأشراف المحترمة والأهالي المجتمعة بسبب تلاوة التوقيع الملوكي الصادر من حضرة ملاذ الخلافة بتوجيه العاجز واليا لولاية بغداد.
فيا أيها الحاضرون :
لا شك ولا مرية في أن الدنيا كانت تحسد هذه الخطة المباركة على ثروتها وغناها وتغبطها على سعادتها وعلاها إذ هي مهد العلوم والحضارة ومستودع المعارف والتجارة واليوم أمست بحالة يرثى لها من التدني لعلل تفصيلها يورث الملل وأسباب بسطها يستوجب الإطناب والإسهاب.
ومن ثمة وجب على الولاة الذين يقبلون ولاية بغداد أن يجعلوا نصب أبصارهم ويكون مطمح أنفسهم وأنظارهم إعادة السعادة لهذا المصر وإعمار ما دثر من هذا القطر ولذلك كانت الوظائف التي يتحملونها على عاتقهم شيء لا يطاق والأعباء الثقيلة التي تلزمهم ضيقة النطاق وأنا ممن يعلم كنه ذلك واقفا على حقائق هذه المسالك.
ولكنما الوطن ينتظر من كل فرد عثماني أن يجعل حليته العزم وزينته الحزم ليقاوم به كل مشكلة تعارضه ويطلب منه أن يقوم بخدمته عند كل مهمة تناهضه وأن لا يتردد ولا يفتر ليكون مرهما لجراحاته التي أبرزها الاستبداد في صدره وأظهرها سوء الإدارة في اقتبال عمره وما أولداه بطبعهما من سوء الأخلاق وقبح السيرة بين الرفاق. وها إني قد جئت إلى بغداد متقلدا هذه الوظيفة المهمة متجرئا على إيفائها باذلا وجودي فيها عند كل ملمة لأني أمين من أن أهل بغداد متحسسون بهذا الحس والهمة متلبسون بثياب الحمية والغيرة والذي ساقني إلى قبولها شيئان ، الأول : أداء ما أنا مكلف ومدين به من الخدمة للمملكة ومواطني. الثاني : اطمئناني الكامل بحصول المعاونة من الأهالي طرا وجميع رفقائي المأمورين فابتدأت بمباشرة وظائفي مستعينا بتوفيقه تعالى شأنه.