البريطانية تتقدم في زحفها نحو البصرة يسند جناحها الأيمن النهر وفيه الاسبيكل والأودن (١).
وكانت القوة كبيرة بالنظر للقوة العثمانية التي تعد تجاه القوة الإنكليزية لا شيء ، وكان يظن أن المدفعية في الفاو تستطيع صد هجوم البحرية وإيقافها عند حدها وأن عشائر العراق وحدها في استطاعتها المقاومة ، فلا تدعه يطأ أرض العراق ، أو بالتعبير الأولى لم تهتم الحكومة بالعراق ، وكان خوفها من أنحاء قفقاسية ، ومن سورية وچناق قلعة ، فلم تهتم بهذه الجبهة. وسيق الجيش العراقي إلى قفقاسية والجهات الأخرى ولم يرجع منه إلا القليل ، وأصابته أمراض قاسية وحروب ماحقة لا يكاد يحصيها قلم. فأخلى الترك البصرة قبل أن يدخلها الإنكليز بثلاثة أيام مما لم يكن ليحلم به الإنكليز. وكانوا قد استولوا على سيحان وكوت الزين بمقاومة قليلة من الجيش العثماني. ومن ثم احتل الإنكليز المدينة بلا مقاومة ، فقد كانت قوة العثمانيين ضعيفة ، ولم تستطع البقاء. فكان احتلالها يوم ١٧ تشرين الثاني سنة ١٩١٤ م ويعد أول دخولهم العراق ، ومن ثم ابتدأت حروبهم الطاحنة ، والجيش العثماني أعزل من كل نجدة ، ولا قدرة له على المقاومة إلا بقدر ما عنده من أعتدة حربية ومهمات ، فكانت هذه الحرب تجهز أحد طرفيها بأسلحة جديدة والآخر لا يزال على حالته القديمة إلا قليلا.
ولا محل للموازنة بين قوى الجيش العثماني ، والجيش الإنكليزي ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى :
١ ـ حرب العراق تأليف (طاونسند). ترجم إلى التركية والعربية.
__________________
(١) معارك السفن الحربية على ضفاف دجلة ص ١٦ وفيه بيان القوة الإنكليزية. تأليف (الفايس أميرال ونفر دنن) نقله إلى العربية الأستاذ الملازم فخري عمر. طبع سنة ١٩٣٨ م.