حب الإنسان من الحياة البشرية. أما ما قد وقع في جميع البلاد في تعب واشتداد من تكبر رجال الدولة العثمانية وحماقتهم ، ولا نريد شيئا من جنابكم إلا حفظ السكينة والأمان في بلادكم وأن تأذن للجهال من رعاياكم الذين أن الدولة البهية قد حماهم من زمان من تعدي الظالمين في ارتكاب أعمال تخل السكينة البلاد أو تضر المصالح الانكليزية فإن سلك جنابكم هذا الطريق مستخرج عن قريب من المسائل المحيطة بكم في حال الصحة بل أقوى وأحرى مما كنت من قبل ولا تأذن لرعاياكم في الالتفات إلى كلام الجهال داعين إلى الجهاد لأنه ليس في الحرب الجارية ما يتعلق بالأديان إلا أنه مفيد لجميع الأديان استئصال الرجال المتكبرين والظالمين وتقوية حالات الرجال المطمئنين الذين لا يرون شيئا إلّا الاستقلال والسكون في بلادهم المألوفة بالصلح والأمان» ا ه (١) بنصه وفصه.
ومن فحواه يفهم أن الإنكليز لم يهدأوا للأمر ولا تهاونوا فيه ، وإنما اتخذوا التدابير اللازمة لتوجيه الرأي العام العشائري إلى جهتهم. ومعارضة فتاوى المشيخة الإسلامية ولم يكونوا يأملون أن ينالوا البصرة بهذه السهولة فوقعت بأيديهم.
كانت أرسلت الدولة العثمانية بعض الفتاوى إلى الأنحاء المختلفة وبعض الرسل إلى ابن سعود وإلى الأفغان ولكن مع هذا كانت أعمالها فاشلة ، وسياستها بالنظر للمملكة ، وللإمارات العربية غير حكيمة ، وإن تدارك الأمور في حينها ضروري ، فلم يفطنوا إلا بعد فوات الفرصة وأنهم كانوا من الضعف بمكانة ... ومن أمثلة ذلك أن ابن سعود كتب إلى المرحوم محمد فاضل باشا الداغستاني جوابا لكتاب بعث به إليه جاء فيه :
__________________
(١) (عراق سفري) جاويد باشا ص ١٣.