الألمانيين وتداخلهم في السياسة العثمانية إلى أن تقربنا لقضية الحرب بين الدولة العثمانية والدولة البريطانية مع الدول المتحدة يعني فرنسا والبلجيك والجابان وغيرها. وقبل الستين سنة ولما وقع الحرب بين الدولة العثمانية والدولة الروسية كانت الدولة الإنكليزية والدولة الفرنساوية تساعد الباب العالي بعساكرهما وحفظت استقلال الدولة العثمانية ، وإبقاء بلادها وممالكها من أعظم مقاصد الدولة الإنكليزية في أمورها السياسية وأما الحين رجال الدولة العثمانية من عدم الفروسية يريدون يدخلون دولتهم في المناقشة الصائرة بين الدولة وغيرها من الدول وبعزة قوتها في ورطة الفناء حتى لا يبقى إبقاء مملكتها على صحتها بعده إذا صارت نتيجة هذه الأفعال أن الدولة العثمانية ساقت الدولة البريطانية إلى الحرب مع العثمانيين. فإن الواجب على جميع شيوخ بلاد العرب تأمل على حالتهم مع الظالم الذي يدعو لنفسه بأنه حافظ المسلمين وحاميهم كان أهل الإسلام محتاجين لحافظ إلى الله سبحانه وتعالى.
وأما الشيوخ الذين قد جربوا الظلم والتعدي من الدولة العثمانية لكون بلادهم متصلة ببلادها فلا تحصى حالتهم معها لأن المخالفة بينهم وإياها كانت موجودة من زمان وهم لا يزالون مجتهدين لاستخلاص أنفسهم من تسلطها وقد حصل لبعضهم الاستقلال وبعضهم باغون عليها الآن.
ولا يخفى على شيوخ الخليج العجمي أن الدولة البهية الإنكليزية لا تتعرض أبدا لدين المسلمين ولا تخالفه في شيء وإنما تجتهد لإقامة الصلح والأمان في جميع البلاد وتشديد روابط الصداقة والاتفاق مع جيرانها وصار لها مرارا فرصة للاستيلاء على بعض البلاد ولكنها ما انتهزت الفرصة وإن تعلقاتكم مع الدولة البهية الإنكليزية كانت من زمان فأوعدتكم بأنا سنجتهد في كل أمر متعلق بالحرب الجارية لحماية حريتكم الذاتية والدينية ولا نفعل فعلا يضر هاتين الحريتين اللتين هما