حوت في دجلة :
في كانون الأول صادفت الباخرة بلوص في الغميجة حوتا يبلغ طولها ٤٨ قدما على مقربة من مشهد العزير ، وقد رماها الناس بعدة طلقات بدون جدوى ، وكانت قد قربت من الضفة القليلة الغور ، فذهب الناس إليها في زوارق بخارية ثم تحركت إلى أن غطست في مياه عميقة ، وظلت تجول ، وتقذف المياه عالية في الهواء وسمع صوتها سكان مدينة العزير في الليل فظنوها باخرة إلا أنهم لم يتبيّنوا أضواءها. كذلك شاهدها الناس في القرنة وهي تعوم بسرعة حتى إنها قلبت قاربا في النهر. وقد قتل الحوت في النهاية ربان الباخرة مسكنة المدعو محمد ونوتيتها قرب سدّ (أبو روبة) ، وتمكّن الربان من قطع ذيلها وجلبه إلى البصرة وكان طوله ١٢ قدما (١) .....
انقراض إمارة المنتفق
إن الدولة كانت تخشى من منصور باشا أن يحدث اضطرابا في المنتفق. ولذا أمرته بالإقامة في بغداد وجعلته عضوا في مجلس الإدارة ، فهو معزز مكرم ظاهرا ، ولكنها كانت تخشى أن يولد قلاقل فهي في حذر منه.
وفي أيام عبد الرحمن باشا اغتنم فرصة فعبر ديالى ومنها ذهب إلى أنحاء الكوت ومنها مضى إلى الحي ، فاتصل به ابن أخيه فالح باشا وعشائر المنتفق ، فكانت محاولات الحكومة في تقريبه فاشلة ، وحدث خلاف بين الوالي والجيش ، فأصر رئيس أركان الجيش الفريق عزت باشا على لزوم القضاء على إمارة السعدون.
ذلك ما أدى إلى عزل الوالي عبد الرحمن باشا ونصب الوالي تقي
__________________
(١) جريدة الأخبار المؤرخة ٢٩ ـ ١٠ ـ ١٩٤٣ م من مقال للأستاذ يعقوب سركيس.